المسيح الدجال هو أحد علامات الساعة الكبرى وأكبر الفتن التى حذرنا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (ما من نبي إلا قد أنذر قومه الدجال وإن أخوف ما أخاف عليكم فتنة المسيح الدجال) وفي الصحيحين:(أنه كان عليه الصلاة والسلام يتعوذ من أربع: من فتنة النار، وعذاب القبر، وفتنة المحيا والممات، وفتنة المسيح الدجال). وفى يوم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وجمع الناس للصلاة فقال لهم من لقى منكم تميماً الداري، قال بعضهم: لقيناه، قال: حدثكم بحديث الدجال، قالوا: نعم لإاخذ رسول الله يروى للأخرين حديث تميماً الدارى .
حديث تميم الداري مع المسيح الدجال: يقول تميم الداري رضي الله عنه أنه ركب سفينة بحرية مع ثلاثين رجلاً من لخم وجذام، فلعب بهم الموج شهراً في البحر، ثم أرفئوا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس، فجلسوا في أقرب السفينة، فدخلوا الجزيرة، فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر، لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر، فقالوا: ويلك ما أنت؟ فقالت: أنا الجساسة. قالوا: وما الجساسة.
قالت: أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير، فإنه إلى خبركم بالأشواق. قال: لما سمت لنا رجلاً فرقنا منها أن تكون شيطانة. قال: فانطلقنا سراعاً حتى دخلنا الدير فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقاً، وأشده وثاقاً، مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد . قلنا من أنت فقال من أنتم؟ قلنا من العرب .
قال: ما فعل نبي العرب أبُعث؟ قالوا: نعم بُعث. قال: كيف العرب؟ قالوا: انقسموا إلى قسمين قسم أطاعه وقسم حاربه .
قال: أما إنهم لو أطاعوه لكان خيراً لهم قال: ما فعلت نخل بيسان؟ قالوا: تثمر قال: يوشك ألا تطلع أبداً قال: ما فعلت بحيرة طبرية؟ قالوا: لا زال فيها ماء قال: يوشك ألا يكون فيها ماء قال وإني مخبركم عني: إني أنا المسيح، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج، فأسير في الأرض، فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة، فهما محرمتان علي كلتاهما، كلما أردت أن أدخلهما أستقبلني ملك بيده السيف صلتاً يصدني عنها، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها. وهذا الحديث رواه مسلم والإمام أحمد وغيرهم من الأئمة.
ما هو وصف المسيح الدجال: وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم وصفاً يبرز شخصيته ويحدد معالم جسمه ، ففي صحيح البخاري عن عبد الله بن عمر أن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى الدجال في الرؤيا ، وجاء في وصفه له : " رجل جسيم ، أحمر ، جعد الرأس ، أعور العين ، كأن عينه عنبة طافية ، ... أقرب الناس به شبهاً ابن قطن من خزاعة " .
وفي مسند أحمد وسنن أبي داود بإسناد صحيح عن عبادة بن الصامت ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني حدثتكم عن الدجال حتى خشيت أن لا تعقلوا ، إن المسيح الدجال رجل قصير ، أفحج ، جعد ، أعور ، مطموس العين ، ليست بناتئة ولا حجراء ، فإن ألبس عليكم ، فاعلموا أن ربكم ليس بأعور ، وأنكم لن تروا ربكم " .
وفي صحيح ابن حبان ، ومسند أحمد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الدجال أعور، هجان أزهر ( وفي رواية : أقمر ) ، كأن رأسه أصلة ، أشبه الناس بعبد العزى بن قطن ، فإمّا هَلَكَ الهُلَّك ، فإن ربكم ليس بأعور " .
- فالمسيح الدجال أعور العين ففي صحيح البخاري عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن الدجال: "أعور العين اليمنى ، كأنها عنبة طافية".
- مكتوب بين عينيه (ك ف ر) أو كافر وهى علامة يعرفهُ بها المؤمنون دون غيرهم ممن طمس الله بصائرهم ففي صحيح البخاري عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما بعث نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب، ألا إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، وإن بين عينيه مكتوب كافر " .
وفي صحيح ابن خزيمة وسنن ابن ماجة ومستدرك الحاكم بإسناد صحيح عن أبي أمامة : " وأنه مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن كاتب أو غير كاتب" وفي صحيح مسلم : " إنه مكتوب بين عينيه كافر ، يقرؤه من كره عمله ، أو يقرؤه كل مؤمن " . - وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الدجال "عقيم لا يولد له" رواه مسلم في صحيحه.
كيف تحصن نفسك من فتنة المسيح الدجال: لا يستطيع المسيح الدجال أن يفتن من قلبه ملئ بالإيمان ولسانه عامر بذكر الله ولكنه يفتن صاحب القلب الضعيف، فيجب على المسلم أن يجعل لسانه عامراً بذكر الله وأن يقيم الصلاة على أوقاتها وأن يكثر من النوافل وسنن الحبيب صلى الله عليه وسلم وأن يستعيذ دائماً من فتنة المسيح الدجال كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم .