حذر الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند، مساء اليوم الجمعة، العالم من تداعيات الإرهاب، لا سيما مع توافر مصادر تمويل للأنشطة الإرهابية، مقترحا عددا من الحلول التي يجب القيام بها بشكل جماعي. وخلال الأسبوعين الماضيين، شهدت فرنسا عدة هجمات إرهابية، حيث قُتل 12 شخصا، بينهم رجلا شرطة و8 صحفيين، وأصيب 11 آخرون، يوم 7 يناير/كانون الثاني الجاري، في سلسلة هجمات استهدف أحدها مقر مجلة "شار إبدو" الفرنسية الساخرة بالعاصمة بباريس، وأعقبه بعد يومين هجمات أودت بحياة 5 أشخاص، فضلًا عن مقتل 3 مشتبه بهم في تنفيذ تلك الهجمات. وفي كلمة له أمام منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، قال أولاند اليوم إن مسؤولية الدول الأوروبية تبدأ في تكوين رؤية واضحة ضد "التطرف الإسلامي والأيديولوجيات القاتلة لتنظيمي داعش والقاعدة وجماعة بوكو حرام وكل التنظيمات المنتسبة إليها". وتحدث عما قال إنها "أراض خصبة للإرهاب، وهي مناطق النزاعات في العراقوسوريا، ومناطق الأزمات، مثل اليمن والساحل الأفريقي". ومضى محذرا من أن "الإرهابيين لديهم قدرات كبيرة تفوق قدراتهم الماضية، ويستفيدون من أشكال الاتجار في البشر والمخدرات والأسلحة وتبييض الأموال والجريمة المنظمة". وتابع أن "الإرهابيين يستخدمون ثورة المعلومات عبر الإنترنت كسلاح لغسيل الأدمغة ونشر الفوضى داعين إلى الإرهاب من خلال تجنيد المقاتلين الأجانب حتى بلغ عدد من استقطبهم داعش من خارج الشرق الأوسط للحرب في صفوفه قرابة العشرة آلاف". ورأى أن "الاستجابة لمثل هذه التحديات يجب أن تكون دولية، وتتشاطرها جميع الحكومات، لاسيما في دول خط المواجهة الأول". وقال إن "مسؤولية الدول يجب أن تتمثل في إيجاد حلول للأزمات المتواصلة منذ فترات طويلة، مثل سوريا، حيث يجب التوصل إلى حل سياسي". وأضاف أن "فرنسا تشارك في تحالف واسع في العراق مع من هم في خط المواجهة الأول مع داعش"، محذرا من تقاعس المجتمع الدولي في الاستجابة لمثل تلك النداءات قائلا: "كلما استمرت الأزمات، كلما استفادات الجماعات الإرهابية". ومضى بقوله إن "عدم التدخل الدولي بشكل كاف في ليبيا أدى إلى تشرذم هذا البلد، فدخلته الجماعات الإرهابية واستقرت فيه". كما دعا الرئيس الفرنسي إلى مكافحة كل أشكال تهريب الأسلحة والتدفقات المالية غير الشرعية ومراقبة الحدود والتعرف على تحركات المشتبه فيهم والمخاطر التي يمكن أن يسببونها". وطلب "تعاونا أوروبيا في منع استخدام الإنترنت لنشر العنف والكراهية وتعزيز التعاون بين السلطات في المجالات الأمنية". ثم تطرق إلى دور رجال الأعمال في مكافحة الإرهاب داعيا إياهم إلى ممارسة دور في الرقابة لحرمان الإرهابيين من مصادر التمويل ومكافحة تبييض الأموال والتهريب، وعلا صوته محذرا: "لا يجب أن نغذي وحشا سيهاجمنا غذا".