احتشد عدد من المواطنين الأتراك مجدداً؛ أمام مقر صحيفة "الجمهورية" التركية بمدينة اسطنبول، مساء اليوم السبت؛ للاحتجاج على قيام الصحيفة بنشر 4 صفحات، في عددها الصادر الأربعاء الماضي، نقلًا عن العدد الذي أصدرته صحيفة "شارلي إبدو" الفرنسية، والتي احتوت على رسومات مسيئة للرسول "محمد" صلى الله عليه وسلم. وذكر مراسل الأناضول؛ أن مجموعة من المحتجين تجمهرت أمام مقر الصحيفة التركية؛ وهم يرددون هتافات مناهضة لها، ولإدارتها وسط تكبيرات رددوها بصوتٍ عالٍ، رافضين ما أقدمت عليه الصحيفة من إعادة نشر للصور المسيئة للرسول في وقت سابق الأربعاء الماضي. وألقى أحدهم كلمة أمام المحتجين، أكد فيها أن النبي "محمد" أغلى من أنفسهم وعوائلهم، مؤكدين استعدادهم للتضحية بأرواحهم؛ فداءً له صلى الله عليه وسلم. وقامت قوات الشرطة الخاصة باتخاذ تدابير أمنية مشددة أمام مقر الصحيفة؛ لمنع وقوع أي صدامات بين الأطراف. وكانت صحيفة الجمهورية قد خصصت في عددها الصادر الأربعاء الماضي؛ 4 صفحات تضمنت الرسوم التي نشرتها صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة، في عددها الصادر في اليوم ذاته، وذلك بعد الهجوم الذي تعرضت له الأخيرة، في باريس الأسبوع المنصرم. وتعرضت الجريدة التركية لتنديدات واسعة النطاق، منذ قيامها بنشر تلك الصور وحتى الآن، إذ قامت مجموعة من المحتجين الأربعاء الماضي؛ بالتجمهر أمامها للسبب ذاته. يذكر أن صحيفة "شارلي إبدو"؛ كررت إساءتها يوم الأربعاء الماضي - في أول أعدادها بعد الهجوم الدامي - بنشرها رسمًا كاريكاتوريًا؛ يجسد شخص النبي محمد (خاتم المرسلين)، حاملًا لافتة مكتوب عليها "أنا شارلي" وعبارة ساخرة هي "الكل مغفور له". وفي سبتمبر/أيلول 2012؛ أثارت "شارلي إبدو" جدلًا واسعًا؛ عقب نشر رسوم كاريكاتورية "مسيئة" للنبي محمد، ما أثار حينها موجة احتجاجات عارمة في دول عربية وإسلامية. وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي؛ عادت المجلة الساخرة إلى الإساءة للنبي محمد خاتم المرسلين تحت عنوان: "ماذا لو عاد محمد"، حيث أفردت صورة غلافها الرئيسي لمن قالت إنه نبي الإسلام، مصورة إياه كاريكاتوريًا راكعًا على ركبتيه، فزعًا من تهديد مسلح؛ يفترض انتماؤه لتنظيم "داعش".