قالت صحيفة "دالاس مورنينغ نيوز" الأمريكية، في افتتاحيتها، إن هناك اتجاه في العالم الإسلامي يميل إلى إبداء رد فعل مبالغ فيه على ما يعتبرونه إساءة لدينهم أو نبيهم محمد، منذ الفتوى التي أصدرتها إيران في 1989 بإهدار دم الكاتب سلمان رشدي بسبب كتابه "آيات شيطانية". وأضافت الصحيفة بأن قيام الجهاديين بالهجوم على القرى المسيحية والإيزيدية في العراق، واغتصاب النساء وقتل الأطفال لأنهم ليسوا مسلمين، يشكّل هجوما مباشرًا على الدين، فالاغتصاب والتعذيب والقتل على أساس الاختلاف الديني يتجاوز عالم الإساءة إلى الجريمة التي تستحق ردًّا عسكرياً لوقف الجناة. وأكدت الصحيفة أنه بالنظر إلى تلك الفظائع والأهوال، فليس هناك ما يبرر الفعل المسلح الذي شاهدناه في باريس يوم الأربعاء احتجاجاً على نشر رسومات كاريكاتيرية بغض النظر عن هجائها للدين، فصحيفة "شارلي إيبدو" معروفة بنقدها اللاذع وسخريتها المريرة، وهناك خيارات لمن لا يفضلون هذا النوع من الكتابة تتضمن عدم شراء الصحيفة، أو ممارسة حقهم في حرية التعبير وتنظيم احتجاج خارج مكاتب المجلة. وأشارت الصحيفة إلى أن هناك تقارير بأن أحد القتلة كان يقول أثناء الهجوم إنه انتقم للنبي، مشيرةً إلى أن الحادث أدى لنتائج عكسية وأساء لصورة النبي ووصم الرسالة الرئيسية للسلام في الدين الإسلامي، الذي لو تكبدوا مشقة قراءة كتابه المقدس سيجدونه يعطي إشارات متكررة تحث المؤمنين على كبح جماح أنفسهم في مواجهة الإساءة. وأكدت الصحيفة أن الجريمة التي ارتكبها المسلحون لا تفعل شيئاً لتنمية قيم دينهم، وإنما الإعلان عن تعصبهم ضد حرية التعبير، فبدلاً من إسكات المنتقدين، نجح هؤلاء القتلة في مضاعفة ممارسة الفكر الحر والنقد آلاف المرات.