نظم مئات من أفراد الجالية المسلمة بإسبانيا، اليوم الأحد بمدريد، وقفة لإدانة الهجوم الإرهابي الذي استهدف الأربعاء الماضي صحيفة (شارلي إيبدو) بباريس، بحسب ما تم تتبعه بعين المكان. وحمل المشاركون في هذا الوقفة الصامتة، التي نظمت أمام محطة القطار أتوتشا بمبادرة من مؤسسة الثقافة العربية وتجمع للجمعيات الإسلامية بالعاصمة الإسبانية والمجتمع المدني، لافتات كتب عليها "لا تقتل باسمي"، و"جميعا ضد الإرهاب"، و"لا للإرهاب والإسلاموفوبيا". كما رفع المشاركون، وأغلبهم مغاربة هبوا للتنديد بالعنف ولرفض الإرهاب عقب الهجوم الوحشي على الأسبوعية الفرنسية الساخرة الذي خلف 12 قتيلا و11 جريحا، بينهم عدد من الصحفيين، شعارات من قبيل "لا جهاد ولا حروب صليبية"، و"أنا مسلم، ولست إرهابيا"، و"الإسلام ليس إرهابا"، و"من أجل السلم ومكافحة الإرهاب". وأعرب المتظاهرون، في بيان تلي خلال هذه الوقفة، عن "تضامنهم الكامل" مع عائلات الضحايا وإدانتهم ل"الاعتداء الإجرامي" الذي استهدف (شارلي إيبدو). وأكد البيان على أن "الهجوم البغيض يتعارض والقيم المدنية والإنسانية" للإسلام ول"مبادئ التعايش" السائدة في المجتمعات الغربية، مدينا ورافضا "كل أشكال الإرهاب دون استثناء"، والخطابات "المتطرفة المناهضة للإنسانية، التي تغذي" هذه الآفة. وأضاف "نؤمن إيمانا عميقا بأن الرد على الأفكار والآراء المخالفة يجب أن يتم عبر قنوات الحوار الحضاري وإقامة علاقات سلمية بين الجاليات المشكلة لمجتمعنا"، مشددا على أن "أفضل لقاح ضد التطرف هو التفاهم المتبادل القائم على الاحترام والتسامح". وعبر المشاركون في هذه الوقفة، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن إدانتهم القوية لهجوم باريس، ورفضهم للعنف والقتل اللذين لا علاقة لهما بقيم ومبادئ الإسلام الداعية للتسامح واحترام الحياة. وجاءت هذه الوقفة غداة الوقفة التي نظمها ببلنسية أفراد الجالية المسلمة المقيمة بهذه الجهة الإسبانية، وذلك تضامنا مع أسر ضحايا هذا العمل الحقير الذي تمت إدانته عبر العالم. وكان أئمة المساجد في جميع أنحاء إسبانيا قد أدانوا أول أمس الجمعة الهجوم الدامي على مقر الصحيفة الساخرة (شارلي إيبدو) في باريس، مؤكدين أن مرتكبي هذا العمل لا ينتمون إلى الإسلام. ووصف أئمة المساجد في مدريد وباقي جهات إسبانيا في خطبة صلاة الجمعة، هذا الهجوم الإرهابي ب "الوحشي" الذي يتنافى وتعاليم الدين الإسلامي، داعين إلى وضع حد " للهمجية " ونبذ التطرف ونشر فضائل الدين الإسلامي. وأكدوا على أن مرتكبي هذا الهجوم "لا ينتمون إلى الإسلام، دين السلام والحوار والتسامح والتعايش بين جميع الطوائف، والدين الذي يرفض العنف". ولقي 12 شخصا، بينهم عدد من الصحفيين، مصرعهم الأربعاء الماضي في إطلاق نار نفذه رجلان مقنعان ضد مقر صحيفة (شارلي إيبدو) بالعاصمة الفرنسية، وهو الاعتداء الذي ندد به المجتمع الدولي قاطبة.