تم، اليوم الجمعة بإقليمخريبكة، تسليم ثلاثة سيارات مجهزة بناقلات الحليب لفائدة ثلاثة تعاونيات تابعة لجماعات قروية بالإقليم، وإعطاء الانطلاقة لبناء (دار الطالب) بالجماعة القروية قصبة الطرش، بقيمة مالية تفوق 1,5 مليون درهم. وبهذه المناسبة، سلم عامل إقليمخريبكة عبد اللطيف شدالي، بمقر عمالة الإقليم، مفاتيح ثلاثة سيارات لنقل الحليب مقتناة من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بغلاف مالي يبلغ 900 ألف درهم، لتعاونيات المجد (الجماعة القروية اولاد فنان) والعثمانية (آيت عمار) وأمين (الكناديز). وتندرج هذه العملية في إطار تفعيل مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تعتبر برنامجا رائدا في مجال السياسات التنموية بشكل عام، وخاصة تلك الهادفة إلى تشجيع الأنشطة المدرة للدخل والحد من مظاهر الفقر والإقصاء الاجتماعي والهشاشة. كما تم خلال هذا الحفل، الذي حضره المنتخبون والسلطة المحلية ورؤساء المصالح الخارجية وفعاليات المجتمع المدني، تسليم مفاتيح حافلة للنقل المدرسي لفائدة النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية كهبة من دولة الإمارات العربية المتحدة. كما أعطى عامل الإقليم، بالجماعة القروية قصبة الطرش، انطلاقة أشغال بناء (دار الطالب)، والتي برمجت لها اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية غلافا ماليا يقدر يفوق 642 ألف درهم، لفائدة 32 تلميذا، فيما ستتولى كل من الجماعة القروية توفير الوعاء العقاري، ويعهد إلى المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني بمهام التأطير ومنحة التسيير. ويهدف هذا المشروع، الذي يموله صندوق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إلى تشجيع التمدرس بالعالم القروي، والحد من ظاهرة الهدر المدرسي، وتحسين ظروف إقامة التلاميذ المتمدرسين. وتشمل هذه البناية، التي ستشيد على مساحة 280 متر مربع وتستغرق مدة إنجازها ستة أشهر، على مرقدين (8 غرف) وغرفتين للمراقبة الليلية وقاعة للمطالعة وأخرى للأكل ومرافق صحية ومطبخ ومخزن ومكاتب إدارية. وقال رئيس القسم الاجتماعي بعمالة إقليمخريبكة محمد القروص، في تصريح لوكالة المغرب العربي لأنباء، إن توزيع سيارات نقل الحليب يندرج في إطار تجسيد مضامين فلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الرامية، بالأساس، إلى تشجيع الأنشطة المدرة للدخل، ومحاربة الهشاشة والإقصاء الاجتماعي، من خلال تحسين عمل التعاونيات النشيطة في مجال نقل الحليب وتوزيعه. وأضاف أن هذه السيارات ستساهم في الحفاظ على جودة الحليب، والتقليص من مصاريف التنقل، وبالتالي الرفع من مداخيل المستفيدين من العملية، وتوسيع مجالات أنشطة التعاونيات المستفيدة في أفق تشجيع تعاونيات أخرى للانخراط في برامج المبادرة. من جانبه، قال النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية، نورالدين بوحنيك، إن مشاريع المبادرة، التي تستهدف قطاع التربية والتكوين خاصة بالعالم القروي، تهدف إلى دعم تكافؤ فرص ولوج التعليم الإلزامي، والمساهمة في الحد من ظاهرة الهدر المدرسي، وتعزيز آليات النقل المدرسي داخل العالم القروي. وأبرز أن هذه المشاريع ستعزز البنية التحتية للقطاع، وتحفز التلاميذ وخاصة الفتيات على الالتحاق بالمدارس ودعم التمدرس، والمساهمة في تراجع نسبة الهدر المدرسي، وتذليل صعوبة الوصول إلى الإعدادية، مضيفا أن تعزيز آليات الدعم الاجتماعي أدى إلى تحسن مجموعة من المؤشرات المتعلقة بالهدر والتسرب المدرسيين ونتائج التحصيل الدراسي. من جهته، اعتبر المندوب الإقليمي للتعاون الوطني، حمان حطبي، أن وضع حجر الأساس لإحداث مؤسسة الرعاية الاجتماعية (دار الطالب) يندرج في إطار تفعيل مشاريع المبادرة، وفي سياق دعم الدينامية الرامية إلى تنشيط التنمية الاجتماعية المحلية بالإقليم وخاصة العالم القروي. وأبرز أن (دار الطالب)، التي تشكل إضافة نوعية لشبكة مؤسسات الرعاية الاجتماعية بالإقليم، من شأنها تعزيز البنيات الاجتماعية المسهلة للولوج للخدمات الاجتماعية الأساسية، ودعم التمدرس بالعالم القروي، والتصدي لظاهرة الهدر المدرسي وخلق مراكز متكاملة للعمل الاجتماعي بالوسط القروي.