لَا مِرْيَةَ في أن النظام الجزائري الحالي برؤوسه الثلاث (مؤسسة الجيش والمخابرات ولوبي الرئاسة)، لا يتوانى لحظة في استهداف المغرب بشتى الوسائل والأساليب، في إطار ما يسمى"الحرب المقدسة ضد المغرب"، حيث لا ينفك نظام العسكر يوجه مدفعيته صوب المملكة المغربية دبلوماسيا وإعلاميا ومخابراتيا. ويرى المحللون أن حرب النظام العسكري الجزائري الاستخباراتية الموجهة ضد القطاعات الحيوية للمملكة، لا يمكن قيادتها من خارج المغرب، حيث رجح المحللون اعتماد هذا النظام(الجزائر) على عملاء وشبكة استخباراتية مكثفة ومتشعبة داخل المغرب وخارجه، تقوم ركائزها على التجسس الاستعلاماتي والتجسس الاقتصادي والتجسس العسكري، والتجسس الإلكتروني.... ويشد عضد فرضيات المحللين، ما سمي بتسريبات «كريس كولمان 24» والتي أدرجوها ضمن هذه الحرب التي سعت من خلالها الاستخبارات الجزائرية إلى استنساخ «ويكيليكس مغربي» لتفجير فضيحة إعلامية مبيتة، هدفها تشويه سمعة المغرب عالميا وخلق فتنة داخلية بين الحكومة والشعب المغربي. ولا شك في أن البترول الجزائري تحرك بسخاء في هذه الحرب بغية تحقيق انتصارات على المملكة المغربية، وبالتالي دفع أجرا باهضا مسبقا، لزعزعة صورة المغرب في المنتظم الدولي، خصوصا في ما يتعلق بالوثائق السرية المرتبطة بقضية الصحراء المغربية، التي تم تسريبها، تزامنا مع موعد التقرير الذي تقدم به «كريستوفر روس»، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء، أمام مجلس الأمن الدولي. وحاولت الاستخبارات العسكرية الجزائرية خلال حربها القذرة على المغرب نشر صور لملفات على موقع «تويتر»، أغلبها قديمة ما بين 2011 و2014، يحمل بعضها طابع (سري جدا)، وتتعلق بقطاعات حكومية وعسكرية، إذ تم التركيز على الوثائق والرسائل الدبلوماسية المغربية، بما فيها قرصنة البريد الإلكتروني لمباركة بوعيدة، الوزيرة المنتدبة في الخارجية والتعاون، التي اتهمت الجزائر والبوليساريو بالوقوف وراء الحرب الإلكترونية ضد المغرب. وعلل المتتبعون اتهام المغرب للجزائر بالوقوف وراء هذه التسريبات هو ما قام به السيد «كول مان» بعدما وَضَّب وأعاد (مونتاج) هذه الوثائق بما يتناسب وأهداف الجهة الاستخباراتية المذكورة، التي عملت -كما يؤكد الخبراء المغاربة والأجانب- على تزوير الحقائق والتلاعب بالوثائق لضرب مصداقية المغرب ومؤسساته وأجهزته، مستهدفا المؤسسات التي لها علاقة تماس مباشرة بملف الصحراء، كالدبلوماسية المغربية والاستخبارات الخارجية. ولعل الحسد لجزائري للمغرب يبقى الدافع الأكبر وراء هذه التسريبات وحرب النظام العسكري على جارته الغربية(المغرب)، حيث عبرت الجزائر أكثر من مرة عن انزعاجها من النجاح المشهود به للمغرب دوليا في التصدي للإرهاب الدولي، بل وبحماية المجال الجيو ستراتيجي الأوربي نفسه من خطر هذا الفيروس الداهم.