تطلب تنفيذ الاستراتيجية الصناعية الجديدة للمجمع الشريف للفوسفاط تحولا كبيرا في العمل، ليس فقط على مستوى آليات الإنتاج، بل على صعيد الممارسات والعمليات الصناعية. وفي هذا الصدد، وجد المجمع الشريف للفوسفاط الطريق نحو نظام إنتاج عالمي مندمج خاص به، يخدم كلا من الطموح العالمي واستراتيجية تميز المجموعة، ويرتكز على ثلاثة مرتكزات أساسية تشمل تعزيز القدرات والتحكم في التكاليف والمرونة الصناعية. واستطاعت المجموعة تنفيذ استراتيجيتها على أرض الواقع، من خلال الاستثمار في المستقبل، وكذا عبر عدة مشاريع يأتي على رأسها أنبوب نقل لباب الفوسفاط من الحوض المنجمي لمدينة خريبكة نحو المنصة الصناعية للجرف الأصفر، والذي يعد ثورة نوعية في مجال نقل الفوسفاط، ورؤية جديدة للرفع من المردودية الاقتصادية وتحسين تنافسية المجمع الشريف للفوسفاط في الأسواق العالمية. ويعد هذا المشروع، الذي يدخل ضمن الاستراتيجية الجديدة والطموحة للمجمع لتطوير مردودية المنتوج، مشروعا مندمجا باعتباره يغير سلسلة الإنتاج الصناعي للمجموعة، ويكسب رهان الحفاظ على البيئة لتطابقه مع المعايير الدولية للإنتاج النظيف، وكذا الاقتصاد في الكلفة اللوجيستيكية بنسبة 90 في المائة، وتقليص الاستهلاك الطاقي. ليس ذلك فقط، فتكنولوجيا نقل لباب الفوسفاط لها مزايا بيئية، إذ بفضل المحافظة على الرطوبة الطبيعية للفوسفاط المستخرج، أصبح بالإمكان اقتصاد ثلاثة ملايين متر مكعب من المياه سنويا، وتقليص انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون بحوالي 930 ألف طن سنويا، واقتصاد 160 ألف طن من الفيول سنويا. كما سيمكن هذا المشروع، الذي يؤمن نقل 38 مليون طن من الفوسفاط سنويا من مناجم خريبكة نحو وحدات التثمين بالجرف الأصفر، من اندماج أنشطة الاستخراج وتثمين وتحويل المنتوج، ومضاعفة قدرات الإنتاج وتطوير الرؤية الاقتصادية والتنافسية للمجمع كمؤسسة رائدة في إنتاج وتسويق مادة الفوسفاط. وحسب معطيات للمجمع الشريف للفوسفاط فإن المحطة النهائية لأنبوب نقل لباب الفوسفاط، التي أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس على تدشينها مؤخرا بالمركب الصناعي للجرف الأصفر، تعد آخر حلقة في المنظومة المندمجة لهذا الأنبوب. وأوضحت المعطيات أن هذه المحطة تستقبل لباب الفوسفاط المنقول عبر الأنابيب على طول 187 كيلومتر من الحوض المنجمي لخريبكة نحو المنصة الصناعية بالجرف الأصفر، كما تؤمن التخزين المؤقت للباب الفوسفاط، وتزويد مجموع وحدات الإنتاج بمنصة الجرف الأصفر، زيادة على القيادة والتحكم في خطوط الأنابيب الثانوية. وأضافت أن المحطة النهائية تعتبر جزءا مندمجا من مشروع نقل لباب الفوسفاط، وتمتد تجهيزاتها على مساحة ست هكتارات في قلب موقع مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط بالجرف الأصفر، وتتوفر على ثمانية أحواض للتخزين بقدرة استيعابية تصل إلى 5500 متر مكعب لكل حوض، وهو ما يمنحها قدرة إجمالية للتخزين تعادل 44 ألف متر مكعب. كما جهزت المحطة بمحطة للصعق على مستوى الأنبوب الرئيسي للتخفيف من الضغط الناجم عن حركية وصول لباب الفوسفاط، وتأمين توزيع اللباب على مختلف الوحدات (محطات الضخ، مسارات التوزيع، مراكز القوة والتحكم ...). ومكن إنجاز المحطة النهائية، التي تندرج ضمن المشروع المندمج لأنبوب نقل الفوسفاط، من تعبئة موارد مالية وبشرية هامة ترجمت عبر استثمار إجمالي بقيمة 800 مليون درهم، وتوفير حوالي نصف مليون عمل - شخص طيلة مراحل تصميمها وإنجازها. وأبرزت المعطيات أن هذه المحطة، التي أنجزت مقاولات مغربية ما يزيد عن 80 بالمائة من أشغالها، تبلور سياسة التشارك التي تندرج ضمن قيم المجمع الشريف للفوسفاط. وتضيف المعطيات أن التبادلات المختلفة بين الرأسمال البشري للمجمع الشريف للفوسفاط ومختلف الشركاء الصناعيين، والمناولين، سواء كانوا مغاربة أو أجانب، مكنت من نقل معارف وخبرات تظل حيوية بالنسبة إلى رائد مندمج كمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، والتي تطمح كل يوم إلى تعزيز موقعها على الصعيد العالمي. وتسمح هذه البنى التحتية لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، بتعزيز ريادتها الذكية للسوق العالمية لصناعة الفوسفاط، والتي ترتكز أساسا على معايير الإنتاجية والمردودية، وتثمين الرأسمال اللامادي وخلق القيمة المضافة. كما تعزز هذه البنى التحتية، ذات المستوى العالمي، الرؤية الذكية والواضحة للمغرب، وتدمج الاقتصاد المغربي ضمن التدفقات العالمية للاقتصاديات الصاعدة.