في أول نشاط سياسي ينظم بعد الخطاب الملكي ليوم 9 مارس الأخير والذي حمل إصلاحات عميقة كفيلة بتحديد معالم المغرب الحديث، احتضنت قاعة غرفة التجارة والصناعة والخدمات بالناظور مساء السبت الأخير ندوة وطنية أشرفت على تنظيمها الزميلة " الريف المغربية" التي يتولى إدارتها زميلنا الدكتور بولعيون وكانت تحت عنوان: "التعديلات الدستورية: التطلعات والآفاق". نشطها الأستاذين الجامعيين حكيم قرمان و بلمصطفى عكاشة، بمشاركة واسعة من لدن الفعاليات السياسية والجمعوية والإعلامية، بينما تعذر عن الأستاذ طالع السعود الأطلسي الحضور لأسباب صحية كما أكد مسير الندوة الزميل بولعيون. الندوة استهلت بورقة تقديمية تقدم بها المدير المسؤول لجريدة "الريف المغربية" استعرض فيها أسباب تنظيم هذه الندوة وتزامنها مع التطورات التي تشهدها الساحة السياسية ببلادنا في خضم الخطاب الملكي لتاسع مارس، ودعوة الجميع لنقاش عمومي مسؤول ما أحوج بلادنا إليه. الأستاذ حكيم قرمان رئيس فضاءات الشباب المغربي للتنمية والإبداع والأستاذ الباحث في العلوم القانونية تطرق في عرضه إلى أهمية وحساسية المرحلة الراهنة التي يجتازها المغرب موضحا بأن لا أحد الآن يملك الإجابات الكاملة الشاملة وان الجميع مطالب بتحمل مسؤوليته التاريخية في دفع الحراك الحالي بالساحة الوطنية إلى الاتجاه الأصوب مؤكدا بأن السياق لم يعد سياقا محليا، والحراك السياسي يشمل العالم بأسره. الأستاذ حكيم قرمان أوضح من جهة أخرى بأن المغرب لا يمثل الخصوصية وأن الانتقال الديمقراطي عادة ما يمر من ثلاثة مراحل: 1- مرحلة الانفتاح. 2- مرحلة التأسيس 3- مرحلة التكريس وبعد التطرق إلى مدى استشعار الحركات الاحتجاجية في ظل الحراك الدائر حاليا وجود خط النهاية المتمثل في سقف المطالب، أكد الأستاذ حكيم أنه لن تقوم قائمة للديمقراطية في أي بلد بدون أحزاب سياسية؟ لكن أي نوع من الأحزاب نريد؟ الأستاذ بلمصطفى عكاشة أستاذ التعليم العالي بالكلية المتعددة التخصصات بسلوان والباحث في القانون الدستوري سلط الضوء في مداخلته على بعض ما جاء في الخطاب الملكي ليوم 9 مارس، مبرزا بأن الإصلاحات السياسية هي تأتي وفق مطالب ونضالات الأحزاب السياسية مؤكدا في هذا الإطار أن ما جاء في الخطاب الملكي من إعلان عن الأبواب السبعة لهذه الإصلاحات السياسية التي تشهدها المغرب منذ سنوات التسعينات واستبعد الأستاذ بلمصطفى فكرة الوصول إلى تحقيق المطالب بواسطة العنف فقط كما حدث في مجموعة من الدول العربية، مشيدا بالمطالب السلمية التي رفعها الشباب بالمغرب وبالخطاب الملكي الذي كان ذكيا واستباقيا لتجنب مجموعة من الأحداث ننحن في غنى عنها. بعد الانتهاء من هذه العروض، أعلن الزميل بولعيون عن فتح باب النقاش حيث تم تسجيل 17 متدخلا من مختلف المشارب والقناعات السياسية، وكل عبر عن رأيه في هذه الإصلاحات وكيف يرى مستقبلها في جو ديمقراطي نتمنى أن يبقى سائدا في ندواتنا ومحاضراتنا، فلكل واحد رأيه يعبر عنه بحرية وديمقراطية، مع الشكر للدكتور بولعيون ولكل الزملاء في " الريف المغربي" على إتاحتهم للشباب هذه الفرصة للتعبير عن آرائهم وأفكارهم التي يؤمنون بها.