المساء:مراد ثابت اعترف رئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو بارتكاب وسائل إعلام إسبانية «أخطاء» خلال تغطيتها للأحداث التي وقعت بمدينة العيون مؤخرا، خاصة بعدما عمد عدد منها إلى نشر معلومات مغلوطة في محاولة لتشويه الوقائع وتحريف الحقائق. ودافع ثاباتيرو، في حوار أجرته معه صحيفة «إلباييس» أمس الأحد، عن العلاقات الجيدة بين الرباط ومدريد وعن مصالح إسبانيا في المغرب. وقال ثاباتيرو إن الموقف، الذي اتخذته حكومة بلاده إزاء ما حصل بمدينة العيون من أحداث دامية وشغب ذهب ضحيتها عدد من القوات العمومية، هو موقف الحذر والتريث. وأضاف أن «بعض الأخبار التي وصلت في الأيام الأولى لم تتأكد فيما بعد. سنحصل، آجلا أم عاجلا، على صورة صادقة للأحداث. فلنكن حذرين. لنستمع إلى معطيات كل الأطراف، وحينها، إذا دعت الضرورة، سنعلن عن موقفنا». ثم تابع ثاباتيرو «يجب أن أذكر المجتمع الإسباني بأن المغرب هو شريك فعال في الوقاية ومحاربة أخطار حقيقية تهدد أمننا. إنه شريك فاعل وجدي». وأشار ثاباتيرو إلى أن أي حكومة لا يمكنها أن تساير الأهواء، بل «يجب أن تمارس السياسة، وهي تفكر في اليوم الموالي، تفكر في تبعات قراراتها». أما بخصوص قضية الصحراء، فأكد رئيس الوزراء الإسباني أنه منذ وصول الاشتراكيين إلى الحكم عام 2004، حافظت إسبانيا على مقدرتها كمحاور بالنسبة للطرفين، أي المغرب والبوليساريو، و هو «أمر لم يكن سهلا في أوقات سابقة»، على حد تعبير ثاباتيرو. و قال رئيس الحكومة الإسبانية: «لقد أكدت دائما على أن حل مشكل الصحراء لا يمكن أن يتم من خلال فرض حل على أي طرف من الأطراف، بل يجب أن يكون نتاج اتفاق. لقد وصلنا إلى هذه النتيجة بعد ثلاثين سنة من الصراع. تصوروا أنه تعاقب على تدبير هذا الملف خمسة أمناء عامين للأمم المتحدة، وثلاثة مخططات تسوية (مخطط1991، ومخطط بيكر الأول ومخطط بيكر الثاني)، وأربعة مبعوثين خاصين للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء من أجل العمل على حل النزاع، وقليلة هي الدول مثل إسبانيا التي حافظت على مقدرتها على الحوار مع جميع الأطراف. لقد حافظنا على علاقاتنا مع المغرب بطبيعة الحال، ومع الجزائر وموريتانيا وجبهة البوليساريو. هذه هي سياستنا دائما. وخلال الأحداث الأليمة التي عشناها حاليا حافظنا على الموقف الذي دافع عنه المنتظم الدولي، والدول الديمقراطية والأممالمتحدة، والمدهش أن هذا الأمر لم يفهم». وقال ثاباتيرو إن إقامة علاقات ثقة بين الرباط ومدريد هي التي تمكن إسبانيا من التأثير على المغرب، وأضاف أنه «إذا لم نقم علاقات ثقة مع المغرب، فكيف يمكن أن نكون فاعلا أساسيا في منطقة مهمة مثل المغرب العربي، قبل أن يضيف «لقد تأسفنا لما وقع في المخيم، واستعملت الأممالمتحدة ومجلس الأمن نفس العبارة. هل هذا يعني أن كل قوى العالم هي خاضعة للمغرب، لأنها تأسفت لما وقع». وفي موضوع ذي صلة، سربت بعض وكالات الأنباء الإسبانية أول أمس «خبرا كاذبا» تزعم فيه أن وزارة الاتصال سمحت لمراسل «أ.ب.س» باستئناف عمله «مؤقتا»، وهو خبر لا أساس له من الصحة، حيث مازال مراسل «أ.ب.س»، الموالية للقصر الملكي وللكنيسة، ممنوعا من الكتابة بالمغرب بسبب ما وصفه بلاغ وزارة الاتصال ارتكابه «سلوكات غير مهنية» وإخلاله بأخلاقيات مهنة الصحافة وتحامله المستمر على صورة المغرب من خلال ترويج معلومات خاطئة عن حقيقة الأوضاع بالأقاليم الصحراوية المغربية وتزوير الحقائق بغرض الإساءة المقصودة وطمس المعطيات الحقيقية والتعتيم على غرار فئة أخرى من المراسلين الإسبان المعتمدين. وقد أفادت مصادر مطلعة أنه وبعد مشاورات على أعلى مستوى بين السلطات المغربية ونظيرتها الاسبانية وفي تنسيق ما بين وزارة الاتصال المغربية والداخلية والخارجية تم السماح لصحفيي جريدتي «الباييس» و»الموندو» بالدخول إلى مدينة العيون من أجل ممارسة مهامهما.