الحسيمة: خالد الزيتوني-الأحداث المغربية أكد وزير الداخلية الطيب الشرقاوي خلال لقاء عقده بجهة تازةالحسيمة تاونات وجمعه بكبار المسؤولين بالإقليم وبممثلي السكان يوم الجمعة الأخير, على أن الاجتماع جاء بأمر من جلالة الملك, وذلك لوضع الجميع أمام الصورة العامة التي أصبح عليها إقليمالحسيمة بعد التوقيفات الملكية لعديد من رؤساء المصالح الإدارية بالإقليم, موضحا أن جلالته أعطى شخصيا الأمر بتوقيف المعنيين بناء على سيل من الشكاوي التي قام المواطنون بتوجيهها إلى الملك, وذلك بعد أن أغلقت في وجوههم أبواب الإدارات التي فضل مسؤولوها إدارة ظهورهم عن مشاكل السكان والاحتماء بمكاتبهم التي يحرم على المواطنين دخولها. الاجتماع الذي جرى بمقر جهة تازةالحسيمة تاونات, وحضره إلى جانب وزير الداخلية كل من كاتب الدولة سعد حصار وكاتب عام وزارة الداخلية نور الدين بوطيب وولاة مركزيين من وزارة الداخلية ورئيس الجهة ورئيس المجلس الإقليمي ورئيسة بلدية الحسيمة, جاء لتبليغ إشارة واضحة للمسؤولين, وتتعلق بنهج سياسة القرب من المواطنين وتبني المقاربة التشاركية في تدبير المشاريع المجتمعية, ولعل أسلوب الانغلاق والأبواب الموصدة في تدبير قضايا ومشاكل الساكنة الذي تنهجه المصالح والإدارات بالحسيمة كان سببا كافيا لتدفق شكايات المواطنين على جلالة الملك أثناء زيارته الأخيرة لمدينة الحسيمة, حيث وجد المواطنون في جلالته ملاذا شافيا أثناء البحث عن حل لمشاكلهم, وذلك بعد أن أغلقت في وجوههم الأبواب ومكاتب الإدارات, وقد عبر وزير الداخلية أثناء اللقاء على كون التوقيفات الملكية لكبار المسؤولين بالحسيمة جاءت بناء على شكايات مباشرة من المواطنين والمغاربة القاطنين بالخارج قاموا بتسليمها بشكل مباشر للملك أثناء تنقلاته المتعددة بمختلف أنحاء الإقليم والتي كانت بدون حراسة تقريبا, حيث كان جلالته يسمح للمواطنين بالاقتراب منه وطرح قضاياهم ومشاكلهم عليه. كما عبر وزير الداخلية في الاجتماع ذاته, الذي لم يدم سوى نصف ساعة للمسؤولين عن أهمية استيعاب المفهوم الجديد للسلطة من خلال الانخراط في سياسة القرب وتبني شعار الحكامة الجيدة, وذلك لمواكبة السياسة الرشيدة تحت القيادة الملكية التي تروم كسر الهوة بين السلطة والمواطن وذلك لتكريس دولة المؤسسات, وأكد الطيب الشرقاوي على كون التوقيفات التي شملت مجموعة من المسؤولين بالحسيمة كانت بسبب تقصيرهم في أداء الواجب, وعجزهم على الرقي بالمرامي والتطلعات التي تود الدولة رسمها بالمجتمع, مؤكدا على أن المقالين عجزوا على مواكبة توجهات العهد الجديد, وجدد وزير الداخلية دعوته لجميع رؤساء المصالح والإدارات والهيئات المنتخبة للقيام بمهامهم في إطار الشفافية والنزاهة وخدمة المواطن. ودعا وزير الداخلية والي جهة تازةالحسيمة تاونات على إجراء لقاءات تواصلية مع المواطنين ونهج سياسة القرب, وذلك لاطلاع الساكنة على الأهداف النبيلة للسياسة التنموية الرائدة التي يعرفها إقليمالحسيمة تحت القيادة الملكية الرشيدة مؤكدا على أهمية الأوراش التي يعرفها الإقليم, والتي جعلت منه قطبا تنمويا أساسيا على مستوى الجهة. وفي سياق آخر ذكر الطيب الشرقاوي خلال اللقاء بدورية وزارته المتعلقة بانتشار البناء غير القانوني, حيث أكد على أهمية المجهودات التي يقوم بها مختلف المتدخلين, بمن فيهم السلطات المحلية للحد من البناء العشوائي, الذي لازال منتشرا وساريا رغم إعمال الآليات القانونية, وأضاف الوزير بكونه لن يتساهل مع كل المخالفين لقوانين التعمير.