بكثير من الفخر والاعتزاز ، استحضرت ساكنة إقليمالناظور ذكرى سادس نوفمبر من سنة 1975، حينما انطلقت المسيرة الخضراء المظفرة التي تحل اليوم ذكراها التاسعة والثلاثون ، وقد كانت إيذانا باسترجاع أقاليمنا الجنوبية من يد المستعمر ، بما شكلته من تحول تاريخي وسياسي في مسار استكمال المغرب لوحدته الترابية، منذ استرجاع طرفاية ومنطقة سيدي افني ، بما يجعلها بحق محطة نضالية كبرى بصمت تاريخ الشعب المغربي تحت القيادة الرشيدة لجلالة المغفور له الحسن الثاني ،وبما تحمله اليوم من دلالات عميقة وإشارات دالة على حدث مفصلي في كفاح المغرب من أجل استكمال استقلاله الوطني ووحدته الترابية ، والذي لا زال مستمرا إلى اليوم تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس ، في إطار التعبئة المتواصلة والشاملة للدفاع عن الوحدة الترابية للبلاد وعن سيادتها الوطنية ومواجهة مناورات ومخططات الخصوم.
والشعب المغربي وهو يحتفل بهذه الذكرى المجيدة ، يدرك جيدا حجم التحديات والرهانات والمخاطر المحدقة بوحدته الترابية ، في ظل سعي الخصوم والمرتزقة إلى الانحراف بمسار التسوية عن سكتها الصحيحة ، واستغلال الانحياز المكشوف للمبعوث الأممي من أجل تمرير المخططات المناوئة لمغربية الصحراء ، وتأليب الرأي العام الدولي ضده ، بكل الوسائل المتاحة ، كما يدرك أن قضية الصحراء هي قضية جميع المغاربة كما أكد على ذلك جلالة الملك في خطاب السنة الماضية ،حيث أن الوضع لازال شائكا وصعبا والأمور لم تحسم بعد ، ومناورات خصوم وحدتنا الترابية لن تتوقف ، مما قد يضع هذه القضية أمام تطورات حاسمة ، وهو ما يتطلب من الجميع التعبئة القوية واليقظة المستمرة ، والتحرك الفعال ، على الصعيدين الداخلي والخارجي للتصدي لأعداء الوطن أينما كانوا ، وللأساليب الغير المشروعة التي ينتهجونها.
وفي انتظار تتبعها للخطاب الملكي السامي الذي سيلقيه جلالة الملك مساء اليوم بمناسبة تخليد هذه الذكرى العطرة والمجيدة ، ذكرى انطلاق المسيرة الخضراء ، شهدت مدينة الناظور صبيحة اليوم مراسيم تحية العلم بساحة حمان الفطواكي والتي ترأسها السيد عامل الإقليم الحاج مصطفى العطار مرفوقا بالهيئتين القضائية والعسكرية والمنتخبين ورئيسي المجلس العلمي والإقليمي ورؤساء المصالح الخارجية وممثلي الهيئات السياسية والنقابية والجمعوية .
نخلد اليوم هذه الذكرى ، والمغرب مصمم على مواصلة مسيرة البناء والتشييد والتحديث ويعمل بنفس العزيمة والقوة والإيمان التي رافقت المسيرة الخضراء عام 1975 ، على تجسيد نموذج جهوي متطور في إطار الجهوية الموسعة تمكن ساكنة الأقاليم الجنوبية من الانخراط في معركة تنمية أقاليمهم وجهاتهم ، باعتبار أن أسبقية الأسبقيات وأولوية الأولويات بالنسبة لبلادنا اليوم هي إحداث نقلة نوعية في مسار وحدتنا الترابية على مستوى تعزيز أركان الديمقراطية المحلية وترسيخ قواعد النموذج التنموي والاقتصادي والاجتماعي بأقاليمنا الجنوبية ، وبالتالي يظل كسب رهان التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في أقاليمنا الجنوبية ، إضافة إلى إنجاح ورش الجهوية المتقدمة والتأهيل السياسي والمؤسساتي لهذه الأقاليم ، أهم تحد حقيقي بالنسبة لبلادنا وخير رد عملي على مناورات الخصوم .