.كوم/متابعة للزميلين : عبد المنعم شوقي و الطيب البويفروري. التصوير ل : أحمد الخالدي.
تحت شعار " من أجل تحصين المكتسبات الديمقراطية وإعادة الثقة للمواطن في العمل السياسي "، عقد حزب الأصالة والمعاصرة بالناظور مؤتمره الإقليمي الأول يوم السبت 7 يونيه الجاري ، وسط حضور هام ومتميز لمناضلات ومناضلي الحزب بمدينة الناظور والمناطق التابعة للإقليم ، بالإضافة لضيوف يمثلون عددا من الهيآت السياسية والنقابية والجمعوية ، وقد ترأس هذه المحطة الأساسية في تاريخ الحزب بالإقليم ، الدكتور محمد بودرا عضو المكتب السياسي ورئيس جهة الحسيمة تاونات تازة ، بحضور أعضاء آخرين من المكتب السياسي وبرلمانيين عن الحزب ورئيس المجلس الجهوي للأصالة والمعاصرة بالجهة الشرقية والأمين الإقليمي السيد عبد المالك أزكاغ وشخصيات أخرى.
وبعد الاستماع للنشيد الوطني وتلاوة كلمات المجلس الجهوي والأمانة الإقليمية للحزب ، تابع الحضور وباهتمام كبير الكلمة التوجيهية للدكتور محمد بودرا والتي أبلغ في مستهلها لكافة المؤتمرين من مناضلات ومناضلي الحزب ، تحيات قيادة الأصالة والمعاصرة التي لم يتمكن عدد من أعضاءها من حضور هذا العرس النضالي بسبب تواجدهم في مهام خارج أرض الوطن ، معبرا عن كامل ارتياحه للحضور المكثف والمتميز من النساء والشباب في هذه المحطة الحزبية الهامة.
وأكد الدكتور بودرا ، أن مناضلات ومناضلي الأصالة والمعاصرة إذ يعتزون بما حققه الحزب من خطوات مهمة وجريئة ، يعبرون عن خيبة أملهم إزاء الحزب الأغلبي الذي يقود الحكومة الثانية بعد الأولى ، وقدم وعودا للشعب المغربي مثل محاربة الفساد ومحاربة البطالة والرفع من معدل النمو، لكنه لم يف بأي من هذه الوعود مما يجعله اليوم يعيش ورطة حقيقية وترى قادته يمارسون سياسة الهروب إلى الأمام .
وأوضح الدكتور بودرا ،أن حزب الأصالة والمعاصرة وهو يستكمل عملية إعادة هيكلة أجهزته المحلية والإقليمية ، ينبذ الأفكار الداعية إلى الانغلاق على الذات ورفض الآخر ومصادرة حقوق التعبير ، مؤكدا أنه لا يمكن تحقيق أهداف دستور 2011 بدون حوار جدي ومسؤول وإاشراك الجميع دون أي إقصاء اعتباري ، وأنه سيظل معبأ من أجل مواجهة الظلامية والرجعية للحفاظ على المكتسبات وتحصينها ، تلك المكتسبات التي حققها أبناء الوطن رجالا ونساء وشبابا.
وتطرق الدكتور بودرا عضو المكتب السياسي للحزب إلى الارتباك والتردد اللذان يطبعان الأداء الحكومي ، سياسيا اقتصاديا واجتماعيا ، بحيث لم تستطع الحكومة الحالية التي تعتبر الأولى في ظل الدستور الجديد لسنة 2011 ، رغم الصلاحيات الموسعة والمخولة لها ، تنزيله وإخراج القوانين التنظيمية له ، وظل خطابها يتسم بإنتاج الشعارات أكثر من الممارسات ودخل مشهدنا السياسي في ملاسنات وجدالات عقيمة لا تقدم ولا تؤخر سوى هدر للجهد وللوقت عوض العمل الذي ينتظره الشعب المغربي.
وعند استعراضه لوضعية إقليمالناظور والسياسة التفقيرية والتحقيرية التي استهدفته إلى جانب أقاليم الجهة في مرحلة معينة ، أشاد الدكتور محمد بودرا بالتغيير الذي أحدثه في الجهة صاحب الجلالة الملك محمد السادس منذ توليه زمام الحكم والذي يتضح للجميع من خلال الزيارات التاريخية لجلالته لهذا الإقليم والأقاليم المجاورة له.
وفي ختام كلمته ، أكد الدكتور بودرا، بأن أيادي مناضلي ومناضلات وقيادة حزب الأصالة والمعاصرة ستبقى ممدودة للانكباب على كل الملفات التي تشغل بال ساكنة الإقليم والجهة.
الأستاذ عزيز بن عزوز عضو المكتب السياسي وفي كلمة له بالمناسبة ،أكد بأن انعقاد المؤتمر الإقليمي للحزب بالناظور اليوم يأتي في وقته ، وقت الديناميكية التي أطلقها الحزب ، مذكرا الحضور بالمحطات والأوراش القادمة ومنها انعقاد المؤتمر الوطني لمنتدى الأطباء ، المؤتمر الوطني للمحاميات والمحامين ، مؤتمر حركة الشباب ، ثم الدخول في ورش النقابات حيث سيتم الإعلان بعد أسابيع عن العرض النقابي للأصالة والمعاصرة .
وعن الجدولة الزمنية للانتخابات التي أعلن عنها مؤخرا رئيس الحكومة ، أوضح الأستاذ عزيز بن عزوز بأن الحزب هو جاهز لكل الاستحقاقات ، ووجه الدعوة لكل مناضلات ومناضلي الأصالة والمعاصرة بالناظور من أجل التعبئة لضمان تسيير شؤون المواطنين بالمجلس البلدي للناظور ، وهذا يتطلب إعدادا نوعيا مصحوبا ببرامج واقعية غير مبنية على الأكاذيب والوعود.
وقال الأستاذ بنعزور، بأن الثقة لم تعد عند الشعب المغربي في المؤسسات ولولا ثقة الجميع في جلالة الملك لوقع ما وقع.
وحذر الأستاذ بنعزور المناضلين والمناضلات ومن خلالهم كافة أبناء الشعب المغربي من روح اليأس التي يزرعها في نفوسهم الحزب الأغلبي والذي يسعى إلى الحيلولة دون التوجه إلى صناديق الانتخابات ليخلو الجو لمن يمتثل لتعليماته العسكرية .
وأكد بنعزوز أن الأصالة والمعاصرة ،من حق المنتسبين إليه أن يعتزوا بسلوكاتهم وانضباطهم وتفانيهم في خدمة الصالح العام ، مشيرا إلى أن أول من اعتقل متلبسا بالرشوة هو من العدالة والتنمية ، وأول من اعتقل متلبسا بتهريب الكوكاين هو من العدالة والتنمية ، وأول من اعتقل متلبسا وهو يهرب الأموال في حذاءه نحو الخارج هو من العدالة والتنمية . وعن المشاكل التي يتخبط فيها الشعب المغربي حاليا ، أوضح الأستاذ بن عزوز بأن هذه المشاكل والقضايا لا يمكن أن تحل بالمشاحنات والمخاصمات ، وأن الدستور هو عقد سياسي ونحن اليوم في حاجة إلى عقد اجتماعي.
وتساءل بن عزوز عما إذا كان من يدعو إلى محاربة إحدى ثوابت الأمة وهو الاختيار الديمقراطي يمكن التعامل معه ؟ وإلا فبماذا يفسر رئيس الحكومة دعوته إلى حل حزب الاصالة والمعاصرة؟ وما يدعو إليه الأمين العام لحزب العدالة والتنمية – يضيف الأستاذ بن عزوز – لا يهم "البام " وحده فقط ، بل يهم كل الديمقراطيين الحداثيين. وفي معرض انتقاداته الموجهة للعدالة والتنمية ، أكد الأستاذ بن عزوز ، أن قادة هذا الحزب يريدون لعب دور المظلومية ، فهم يقهرون ويتعسفون على المغاربة ثم يذرفون دموع التماسيح.
وفي انتقاد شديد اللهجة ، اتهم الأستاذ عزيز بن عزووز عضو المكتب السياسي للأصالة والمعاصرة ، عبد الإلاه بنكيران بأنه كان قائدا للمليشيات المكلفة بتعذيب إطارات ومناضلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ، وهم من أدخلوا الأسلحة إلى الجامعات ، وأدخلوا الدم والعنف إليها ، ومن مثل هؤلاء لا يمكن أن نتقبل دروسا .
وخاطب الحضور بحماس كبير ليطالبهم بتحمل المسؤولية في تذكير المغاربة بجرائمهم ، وتورطهم في اغتيال المناضل الاشتراكي الشهيد عمر بن جلون ، وكونهم يهددون مستقبل الأمة المغربية ، ومشروعهم هو مشروع تخريبي – يضيف الأستاذ بن عزوز – للمجتمع بل للوطن.
وختم بن عزوز مداخلته بالتأكيد على أن هؤلاء ليس لديهم الولاء للوطن ، بل لهم الولاء للشرق وهو لا يعترفون بحدود الوطن.
وبعد هذا ، تم عرض التقرير السياسي على أنظار المؤتمرات والمؤتمرين ثم التقرير المالي فتقرير لجنة فرز العضوية ، وهي التقارير التي تمت مناقشتها بواسطة مداخلات لعدد من الحضور وتم التركيز على مشروع الوثيقة المقدمة تحت شعار " من أجل جهوية ديمقراطية تاريخية منصفة لإقليمالناظور " ، وتضمنت السياق العام الذي أعدت فيه الوثيقة ، والمعطيات المنوغرافية والمؤشرات الأساسية ، ومؤهلات وآفاق التنمية بالإقليم ، ومشاكل وإكراهات التنمية به ، وأخيرا رهان الجهوية الموسعة كمدخل للإنصاف الحقيقي لمنطقة الريف ، وقد تمت الإشادة بالمجهودات التي بذلتها اللجنة المشرفة على إعداد مشروع الوثيقة وقدمت من لدن المؤتمرين والمؤتمرات مجموعة من التوصيات تم الاتفاق على إضافتها للوثيقة وخصوصا ما يتعلق بالجالية المغربية بالخارج ومشكل البنيات الرياضية بالإقليم.
وبعد استقالة الأمانة العامة و الإقليمية للحزب ، تم انتخاب رئاسة المؤتمر والتي تكونت من الشباب والعنصر النسوي مما اعتبر سابقة في العمل الحزبي بالمنطقة.
وتلا ذلك انتخاب أعضاء المجلس الإقليمي ويتكون من 65 عضوا ومنهم تتفرع الأمانة العامة الإقليمية .
وفي ختام أشغال المؤتمر الإقليمي الأول للأصالة والمعاصرة بالناظور ، تمت تلاوة البيان الختامي الصادر عنه والذي أحاط بمختلف القضايا المحلية ، الجهوية والوطنية والدولية.