بقلم: علي بوزردة إعلامي ومدير موقع (www.art19.ma) عن "صحيفة الناس" – عدد الثلاثاء 22/04/2014
إغناسيو سيمبريرو، كبير المراسلين في اليومية الإسبانية المرموقة (الباييس)، قرر أن يترك نهائيا جريدته في نهاية هذا الشهر، وفق ما علمنا من مصدر موثوق. إن السبب الرئيسي وراء اتخاذ هذا القرار يكمن في "خيبة أمله" من وضعه المهني الجديد داخل "فريق الأحد"، بدلا من "كبير المراسلين" مكلف بمتابعة وتغطية الأوضاع في المغرب العربي ولاسيما ما يتعلق بالمملكة المغربية.
سواء اتفقنا أو اختلفنا مع كتاباته، لابد أن نعطي لقيصر ما لقيصر وأن نعترف بأن إغناسيو سيمبريرو استطاع أن يجد له مكانة داخل الدائرة الضيقة لكبار الصحافيين الذين نجحوا، في غالب الأحيان، في الحصول على أخبار نوعية جيدة أو ما يعرف في القاموس المهني ب"السبق الصحافي/ سكوب". لقد كان سيمبريرو واحدا من القلائل الذين شاركوا في إجراء المقابلات الصحافية النادرة لملك المغرب محمد السادس. سيمبريرو "فخور جدا" بذلك ولايخفيه.
ولكن سيمبريرو، وكباقي بعض من زملائه الفرنسيين مثل جان بيير توكوا، ستيفن سميث، بول بالتا وآخرين، يجدون أنفسهم – فجأة - عرضة لغضب مسؤوليهم، فيصيبهم الهوان... ومن ثم يقررون تغيير الأجواء والإبحار نحو فضاءات أكثر "رحمة وسعة صدر"، على اعتبار أن تعقيد المناخ السوسيو- سياسي في المغرب العربي يتحول أحيانا إلى نوع من "اللعنة" التي تطارد أولائك الذين يغامرون دون تريث في رمالها المتحركة...
في 14 من شهر مارس المنصرم، بعث سيمبريرو رسالة (البريد الالكتروني) إلى أصدقاءه وزملاءه، قال إنها "ليست للنشر" والتى – مع ذلك- نورد منها بعض المقتطفات من أجل فهم جزء من خيوط وحيثيات "قصة حزينة" لزميل إسباني لم يخف قط "تعلقه" بهذه المنطقة من العالم.
عودة بالذاكرة إلى الوراء
"أيها الأصدقاء الأعزاء، منذ عدة أسابيع لم أعد مسؤولا مكلفا بقسم المغرب العربي في جريدة الباييس. لقد تم تنقيلي للعمل ضمن فريق الأحد الذي يعادل قسم الروبورتاجات الكبيرة في بعض اليوميات الفرنسية. الإدارة أخبرتني بهذا التنقيل يوم الخامس فبراير، ولكنه (قرار التنقيل) لم يصبح فعليا إلا خلال بضعة أيام.
لقد اتخذ قرار التنقيل ثلاثة أسابيع بعد وضع رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بن كيران، شكاية وصلت إلى المحكمة الوطنية، وهي أعلى محكمة جنائية إسبانية.
لقد وضع بن كيران الشكاية، باسم حكومة المغرب، ضد مديري (مدير الباييس) وضدي بدعوى مناصرة الإرهاب (المادة 579.1 من القانون الجنائي الاسباني). بن كيران قام بذلك في أواخر شهر دجنبر 2013 لدى النائب العام للدولة، ما يعادل النائب العام للجمهورية في فرنسا...". توقيع: إ. سيمبريرو
إغناسيو سيمبريرو قرر حزم أمتعته وطي صفحة "الباييس"، وهذا أمر أكيد ومؤكد. أما عبد الإله بن كيران و وزيره الشاب الأنيق، مصطفى الخلفي، المكلف بالاتصال و"التواصل"، لا شك وأنهما على درجة عالية من السعادة الغامرة... لأن صحفياً مزعجاً "خرج فيه البلان.. والسلام"... لكنهما، وللأسف، يجهلان ما تخفيه الأيام المقبلة من مفاجئات...
ولرب قائل يقول: يا إلاهي، لا أعلم ما يخفيه الدهر.. لكن ثقتي بك تكفيني.. اللهم يسر ولا تعسر...