نظمت جمعية تافسوت للثقافة والتنمية بتنسيق مع مسلك الدراسات الأمازيغية بوجدة، يومي السبت والأحد 8 - 9 ماي 2010 بالمركب البلدي للتنشيط الثقافي والفني بإمزورن، ملتقى الربيع الثاني للأدب الأمازيغي بالريف –دورة مولود معمري- حول موضوع: الأدب الأمازيغي المنثور قضايا وإشكالات وتجارب. يأتي تنظيم هذا الملتقى الثاني، الذي خصص دورته هذه لتدارس قضايا وإشكالات وتجارب الأدب الأمازيغي المنثور، كما خصص جلسته الافتتاحية لتكريم والاحتفاء بأحد أغزر الأدباء الأمازيغيين المعاصرين بالريف، الأستاذ محمد بوزكو صاحب العديد من الأعمال المفصلية في شتى مجالات الأدب الأمازيغي المنثور. وهو ما استفاض في تحليله وإبرازه الأستاذ محمد زاهد الذي قدم شهادة في حق المبدع محمد بوزكو أبرز فيها الجوانب الإنسانية والاجتماعية في فكر وإبداع المحتفى به، تلته كلمة للمبدع محمد بوزكو تناول فيها جوانب إبداعية عدة، وكذا أهمية الكتابة والانتقال من الشفهية في الحفاظ على اللغة الأمازيغية وتطويرها... وقد قدمت الجمعية هدية تذكارية للمحتفى به عبارة عن لوحة فنية من إبداع الفنانة التشكيلية سعاد شكوتي... بعد الجلسة الافتتاحية كان الموعد مع الجلسة الأولى التي كانت حول محور: الأدب الأمازيغي بين الإبداع والتلقي: إشكاليات وقضايا. أما الجلسة الثانية التي تمحورت حول قضايا وخصائص الحكاية والرواية والقصة الأمازيغية بالريف، والتي عرفت مشاركة الأستاذ مومن شيكار بعرض حول " l'oralité et cohésion social " حيث تحدث عن العلاقة بين ثحاجيت والخرافة في المخيال الشعبي العام. أما الأستاذ قسوح اليماني فقد قدم في مشاركته حول "رمزية أسماء الشخصيات في رواية JAR U JAR لمحمد بوزكو" هذه الرواية للحضور، مقدما مفهوم الرمزية في الرواية، وكذا المضمون الداخلي والخارجي للرواية، متطرقا للشخصيات الرئيسية في الرواية وأدوارها خاصة MUDRUS، CBAREQ، ZZUFRI، AMARZAG... متحدثا عن معانيها اللغوية ودلالتها في الذاكرة والمجتمع. أما الجلسة الثالثة التي تمحورت حول بعض قضايا وخصائص المسرح والأمثال الأمازيغية بالريف، فقد افتتحت بمداخلة الأستاذ فؤاد أزروال حول "تجربة المسرح الأمازيغي بالريف: تطورها وخصائصها"، حيث تناول الكتابة المسرحية ومدى استفادتها من عملية النشر، مؤكدا في هذا السياق ضعف عملية نشر النصوص المسرحية بالأمازيغية باستثناء نص للصافي مومن علي وآخر لمحمد بوزكو، كما تحدث عن أهمية التمييز في الكتابة المسرحية بين كتابة النص وبين تجسيد النص على الخشبة...، مقدما لمحة عن نشأة المسرح الأمازيغي وتطوره الحديث الذي قرنه بنشأة وتطور الحركة الأمازيغية، مشيدا بتطور التجربة المسرحية الأمازيغية خاصة بالريف... المداخلة الثانية كانت للأستاذ والكاتب المسرحي سعيد أبرنوص حول "مسائلة تجربة المسرح الأمازيغي بالريف"، حيث تناول فيها تجربة مسرحية "tcum3et" كما تحدث عن تجربة مسرحية "TAZIRI TAMIRI" مبرزا ملامحها الأساسية وخصائصها ومميزاتها الغنية وأهم الأدوار والشخصيات التي جسدتها... أما الأستاذ محمد ميرة الذي كان موضوعه حول "الأمثال الأمازيغية بالريف"، فقد تناول الدلالة الرمزية للأمثال، متحدثا عن فقدان الأسطورة الأمازيغية بفعل التأثيرات الدينية التي واكبت الإسلام... كما قدم تحليلا وشرحا للعديد من الأمثال التي تناولها بالدرس في عرضه... لتختتم هاتين الجلستين بنقاشات ومداخلات مستفيضة وعميقة من طرف الحضور مما ساهم في إثراء النقاش وتطويره... وعليه اختتمت فعاليات اليوم الأول من الملتقى الثاني للأدب الأمازيغي بالريف. وفي صباح اليوم الموالي الأحد 09 ماي 2010 كان موعد المهتمين والعديد من الأطفال مع الجلسة الرابعة، وهي جلسة أدبية تضمنت تشخيص مسرحية "رالا ميمونة" لفرقة الريف للمسرح الأمازيغي من الحسيمة، وهي مسرحية موجهة أساسا للأطفال، حيث نالت إعجابهم وإعجاب كل الحاضرين. ثم تلتها قراءات وإبداعات أدبية أمازيغية متنوعة من مقاطع روائية وقصصية ونصوص حكائية ومسرحية ساهم بها كل من محمد بوزكو- سعيد أبرنوص – خالق الحجيوي - محمد الهاشمي (ماسين) – سناء ترساني – مليكة المرابط... بعد ذلك اختتم الملتقى الثاني بالجلسة الختامية، التي عرفت توقيع إصدارات أدبية أمازيغية لمحمد بوزكو ومحمد النضراني، ثم كلمة ختامية للجمعية وشعبة الدراسات الأمازيغية. بعدها اختتم الملتقى على أمل نشر أعماله القيمة في القريب العاجل، وهي النقطة الأساسية التي أكد عليها كل الأساتذة المشاركين في هذه الدورة.