"وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولائك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولائِك هم المهتدون" لك الحمد ربنا حمداً فوق الحمد حتى ترضى، ولك الحمد فوق الحمد ربنا إذا رضيت.. ولك الحمد فوق الحمد ربنا بعد الرضى. ولك الحمد ربنا لذاتك إذ قضيت ألا تموت نفس إلا بإذنك كتاباً مؤجلاً.. لازلنا نودع بين لحظة وأخرى المزيد من رجالات المدينة ونحزن لفراقهم ونحن نتذكر ونستحضر ما قدموه في حياتهم من رسالة سامية ترضي الله والعباد.. أمس السبت 5 محرم 1435 ه الموافق ل 9 نوفمبر 2013 كان أبناء الناظور على موعد بمقابر المدينة لتوديع السي حسن اليزيدي الإطار البنكي المقتدر الذي كسب حب الجميع سواء بالحسيمة أو بآسفي أو بمسقط رأسه الناظور حيث أحيل على التقاعد .. ومنذ كنت تلميذا بمدرسة ابن خلدون بالناظور وأنا أسمع عن هذا الإنسان ما يرضي الله سبحانه وتعالى وتشاء الأقدار الإلاهية أن أكون قريبا منه وهو يستعد لتوديعنا بثقة عالية في نفسه وما أصعب تلك اللحظات... أخي السي حسن : كنت أعرف كما يعرف الآخرون من أفراد عائلتك الكريمة وأحباءك وأصدقاءك ، بأن المرض الذي عانيت منه في السنةالأخيرة لم ينل من عزيمتك ولا من صبرك فقد كنت مرحا رغم معاناة المرض ...إذا أتتك نعمة من الله شكرت ، وإذا مسك ابتلاء من ربك صبرت ..زرتك للمرة الأخيرة والمرض كان قد أنهك جسدك ، لكن ثقتك بنفسك كانت قوية .. وحل الأجل والأسرة مجتمعة من حولك مؤمنة بقضاء الله .. فسلام عليك أيها الفقيد بما قدمت لدينك وعقيدتك ولأسرتك الجليلة أنت الذي أفنيت شبابك وعمرك في طاعة الله ونعم الطاعة .. وبكل وقار وتسليم تام بقضاء الله وقدره ، أتقدم بخالص العزاء والمواساة لنجليك الكريمين منير وكمال وكل الذرية الصالحة التي أنجبتها وأحسنت تربيتها الإسلامية ، محتسبين الأجر عند الله تعالى وإلى شقيقك الأكبر الحاج محمد اليزيدي الذي قبلك قبل أن تسلم روحك الطاهرة لخالقها عز وجل..ولشقيقك الأعز السيد عبد العزيز اليزيدي ولجميع الأصهار والأحفاد والأقارب والأصدقاء.. عزاؤنا كبير ، فنعم الحسب ونعم النسب ونعم الرجال والأشراف وإننا على فراقك لمحزونون وأنت كنت قريبا من كل القلوب.. أخي الفقيد الراحل السي حسن : مهما كتبت وتحدثت سأبقى مقصرا في سرد القليل من خصالك الحميدة وقلبك الكبير الذي كان يتسع لجميع أفراد أسرتك وأصدقاءك ومعاشريك وما أكثرهم في المسجد الذي كنت تسجل فيه حضورك في كل الأوقات .. أحب فيك الجميع بساطتك وتواضعك والايمان القوي بالله تعالى. اللهم إني أسالك يا كريم يا عزيز أن تفتح له داخل قبره بابا تهب منه نسائم الجنة لا يسد أبدا ولأهله جميل الصبر والسلوان. " وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ " صدق الله العظيم.