تتناثر أوراق حياتي تناثر أوراق الخريف في كل مرحلة من مراحل عمري بدءا من الطفولة مرورا بسن المراهقة وصولا إلى الكهولة وأنا أعيش على أمل تحسن الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية و المالية و التربوية لبلدنا و خروج شعبنا من ضائقة الفقر و العوز و الحاجة ومن ظلمات الجهل و الأمية و التخلف إلى نور العلم و التقدم و التطور و النمو الاقتصادي و الرفاهية الاجتماعية... و القضاء نهائيا على مظاهر التخلف الفكري و العلمي... وسجن كل مسؤول فاسد سولت له نفسه سرقة المال العام أو التلاعب به... وتوقيف كل موظف عمومي أخل بأخلاقيات المهنة و أهان كرامة المواطنين ومحاسبة أو عزل كل وزير فشل في مهامه أو حصلت في وزارته كارثة أو فضيحة معينة... ومعاقبة كل قائد ثبت تورطه في تزوير أو توقيع وثائق إدارية دون سند قانوني... وإنذار كل شرطي أو دركي أو مخازني تجاوز الحدود واستباح كرامة المواطنين أو عنفهم لابتزازهم أو انتزاع اعتراف على قد المقاس أو تركيعهم أو إخضاعهم لنزواته. أتوق لأرى يوما مجتمعنا مجتمعا متحضرا متقدما مزدهرا متفتحا متكاملا متعاونا متضامنا متفهما متفانيا في خدمة الوطن... مطورا لأساليب عمله وعقليته في كل شاردة وواردة تخص الشأن العام وترمي إلى تطوير المجتمع برمته... لا أرى حقيقة ما يرضي العين ويطمئن القلب ويريح النفس ويشرح الصدر... كل ما تراه العين وتسمعه الأذن ينذر بأوخم العواقب ويفسد الذوق ويشجع على الفساد الأخلاقي و الإداري... رشوة.. شذوذ جنسي.. دعارة.. خيانة..سرقة..نصب... واحتيال... انتهازية... ووصولية... قمع وغش... بطالة... زيادة في الأسعار... أزمة سكن... عقوق الوالدين وتعنيفهما بل وحتى قتلهما... اغناء الغني وإفقار الفقير... نفاق ورياء... مكاتب الإدارات العمومية فارغة في أوقات العمل... تسول تشرد.. قمع المظاهرات و الوقفات الاحتجاجية... كذب.. وبهتان.. تملق.. وتزلف ومحابات لأصحاب المال و النفوذ... استغلال الأطفال و القاصرات جنسيا... جفاف وفيضانات... أوراش عمل مزيفة ومغشوشة... طرقات رئيسية لا تصلح إلا لقطيع الفيلة... موثقون ورجال تعليم زائفون ونصابون... عدالة مشكوك في مصداقيتها ونزاهتها... مراتب وتقارير دولية تصنف المغرب في آخر المراتب بعد الطوغو وبوركينافاسو... وأخرى متقدمة في مجال الدعارة و الجاذبية الجنسية (طنجة العالية كمثال). ...فياضانات جارفة وقاتلة تركت الناس يبيتون في العراء.. تسيب وتهور في تسيير وتدبير المؤسسات العمومية، نهب دائم للمال العام إجرام وانحراف.. فساد وارتزاق.. جمود الأجور وارتفاع الأسعار وتزايد مطرد لحاجيات الأسر... تهلهل الإدارات ..... قتلى وجرحى ومعوقين جراء حوادث السير.... كل هذه مؤشرات سلبية تظعنا في أسفل المراتب الدولية للتنمية البشرية و الحكومة ما فتلت تردد سيمفونية ((الجفاف و الفيضانات)) واستخدامها كمنديل ورقي لمسح يدها أمام غليان الشعب وغضبهم من أداءها...