في الوقت الذي تخطو فيه الجمعية الخيرية الإسلامية الإقليمية بالناظور وبثبات ، خطوات مهمة وملموسة يقف عليها زوارها من مختلف مكونات المجتمع المدني والسلطات والمنتخبين ، كنت واحدة منهم مساء الجمعة فاتح أبريل الجاري ضمن مجموعة مهمة من زميلاتي وزملائي التلميذات والتلاميذ ، وأساتذتنا الكرام، وإدارة ثانوية الشريف محمد امزيان مشكورة ، وعدد آخر من آباءنا وأولياء أمورنا ، واندهشنا لما بذل ويبذل من جهود خيرة للسير بها قدما إلى الأمام خدمة لتلك الفئة المحتاجة التي تستفيد من خدمات هذه المؤسسة . ونحن نتجول عبر مختلف مرافقها الأنيقة ، منبهرين لمستوى النظافة والنظام الذي تتميز بها المؤسسة ،وقبل أن نلتحق بالقاعة المخصصة للرياضة والتي لا نجد لها مثيلا في الإقليم ومجهزة تجهيزا كاملا – وقيل لنا من طرف النزلاء – بأن الفضل فيها يعود للسيد رئيس الجامعة الملكية المغربية للكراطي وأساليب مشتركة ، الذي حرص على التعاون مع المكتب الإداري للجمعية الخيرية لتوفير كل شروط الممارسة الرياضية لهؤلاء الضعفاء والمحتاجين من أبناء مجتمعنا ، مما جعلهم يحققون ويحطمون أرقاما قياسية في مختلف المنافسات والإقصائيات التي يشاركون فيها عبر مختلف جهات مملكتنا العزيزة ، مررنا إلى جناح المطبخ حيث كل شيء منظم ، ونظيف ، وما يقدم من وجبات للمستفيدين يصعب العثور عليه في أماكن أخرى يحسب لها ألف حساب. أما بيوت النوم ، فاللسان عاجز عن وصف ما شاهدناه من أناقة ونظافة وأفرشة جديدة ، وأدعو من سيطلع على هذه الشهادة أن يقوم بزيارة إلى هناك ،ليخرج بمثل هذا الانطباع أو أكثر… ونحن نواصل جولتنا مسرورات بما عايناه ، توقفنا عند المكتبة الغنية بمختلف المراجع ، ودخلنا إلى قسم المعلوميات ، حيث الكراسي ممتدة عبر الطاولات وفوق كل واحدة منها جهاز "الكممبيوتر" للاشتغال والتجول في فضاء العالم… وحينما رفع آذان صلاة العصر ، التحقنا بالتحفة الدينية التي شيدت داخل هذه الجمعية الخيرية ، مسجد أنيق وبفراش جميل وإمام بصوت رفيع ،وأدين جماعة صلاة العصر تقبلها الله منا جميعا… ما وقفنا عليه خلال زيارتنا التفقدية لمؤسسة الخيرية بالناظور التي تجمعنا بها علاقات الجوار بحكم تواجد ثانويتنا بجانبها ،وما خلفته في نفوسنا وكل أساتذتنا الأجلاء ، وإدارة الثانوية ، وآباءنا وأولياء أمورنا ولدى زميلاتي التلميذات وزملائي التلاميذ، من ارتياح عميق ، واعتزاز كبير ، يجعلني اليوم أومن بأن هناك في مجتمعنا فعلا من يسعى للعمل الجاد والتضحية وتقديم قيمة مضافة للعمل الجمعوي الشريف . ونحن نتبادل الحديث مع نزيلات ونزلاء رفيقاتنا ورفاقنا المقيمات والمقيمين بهذه المؤسسة الإحسانية ذات المدخل الجميل جدا ، سمعنا شهادات سلبية في حق عناصر لم تعد تتواجد والحمد لله داخل هذه الجمعية ، وتم وضع حد لممارساتها المخلة بالآداب بالاستغناء عن خدماتها ، مما جعلها تنكب على خلق واصطناع المزيد من الدسائس لإيقاف هذا التقدم ، وهذا التغيير الذي تشهده الجمعية الخيرية بفضل تجاوب ودعم السلطات والمصالح الإدارية الخارجية والمحسنين والمجتمع المدني ،بعد أن عانت كل مظاهر الفساد والتسيب في عهد المكتب الإداري السابق والصور المعروضة في الطابق الأول مشمئزة وتعفينا عن كل تعليق … والذي لازال يحلم بالعودة إلى المؤسسة رغم الجرائم التي ارتكبها في حق الأيتام والضعفاء ،سواء من حيث الأكل أو افتراش "الكراطين"على الأرض من أجل النوم الخ… هؤلاء الذين يسيرون في الاتجاه المعاكس ، ويحاولون عبثا عرقلة كل المساعي النبيلة والخيرة التي تبذل يوميا بالجمعية الخيرية الإسلامية بالناظور والتي لامسناها عن قرب ، هم خفافيش الظلام . وعلى خلاف باقي الطيور ، لا تستطيع الخفافيش الطيران لأن أجنحتها وسيقانها لا تملك القوة اللازمة للقيام بعملية الإقلاع ، ولفعل ذلك ، تستعمل الخفافيش مخالبها الأمامية للتسلق والتشبث في أماكن مرتفعة عن الأرض كجذوع الأشجار ، وأسقف الكهوف ، وبعد ذلك ترمي بنفسها للأسفل بشكل مقلوب لتوفير القوة اللازمة للطيران ، ودائما ما تنام الخفافيش على هذه الهيئة لتكون مستعدة للطيران في حال حدوث أي طارئ وبأقل طاقة ممكنة. والخفافيش أو "الوطاويط"- كما هو معروف – حيوانات ثديية تقطن الكهوف نهارا وتنشط ليلا بحثا عن غذائها ، تماما كهذه الخفافيش التي حولنا ونتعايش معها يوميا في مجتمعنا ، فهي دائما تعمل في الظلام وتتحاشى نور النجاح وشعاع الحق ، تعمل في الظلام ، تحيك كل الدسائس ضد التقدم والتنمية والإبداع ، وتحاول زعزعة الأوضاع في مؤسسات أبدت نجاحها وبشهادة الجميع ، وكل همها هو الوصول أو الرجوع إلى كرسي المسؤولية والنفوذ لكي تواصل امتصاص دماء الفقراء واليتامى وتسرق عرق البسطاء. وخفافيش الظلام ، لها عدة أوجه ، ولكن مهما تعددت فإن الجميع يتفق على أنها متسلقة الهوية تعمل في أجواء الاحتقان لا الاستقرار وذلك حتى تلهم مجهودات الآخرين . هؤلاء الناس مخادعون يظهرون الخير وقلوبهم يملؤها الشر، يمارسون أعمالهم المشينة بالخفاء والظلام حتى لا يراهم أحد،منافقون يمتلكون وجوها منقوشا عليها النفاق والرياء ، أناس يعيشون في الضباب ويزعجهم نور الشمس ، أناس يحملون الحقد ويحبون الضرر ، فهم شياطين بجسد إنسان ، أرواح ليس لها تعريف في علم السكيولوجيا ، أناس مصابون بمرض الغيرة فلا يريدون لأحد التميز عليهم ، هؤلاء الخفافيش هم أعداء النجاح ، يحاربون كل ما هو جديد ومبدع ، ويقاتلون التفكير والعمل والتطور والتضحية بعد أن غطت عقولهم غشاوة الجهل والظلمات. خفافيش يعملون على سرقة نور ونجاح غيرهم ، ولا يمتلكون الضمير ، بل يمتلكون زرع المكائد والافتراءات والعراقيل لأصحاب النجاحات والكفاءات ، هذا النوع من البشر والذي شعاره الحسد والغيرة "إذا لم أكن أنا فلن تكن أنت"هم من ولد الشللية والمحسوبية والوساطة التي نخرت جسم الإقليم ، وأدت إلى تراجع الخدمات في كل المجالات ، وهو من أخر عجلة التنمية والتقدم وأوصلتنا إلى هذه الحالة من الفساد والترهل الذي نشكوا منه. أقول لهذه الخفافيش ، خفافيش الظلام ، تبا لعقولكم المريضة المقلوبة ، نحن لن نضيع فيكم الكثير من الوقت ..واصلوا الهدم كما تربيتم وكما توعدتم ، ولكن تذكروا أن الله يمهل ولا يهمل ، واصلوا كما شئتم ، ونحن سنواصل الإنجاز والبناء كما أردنا وكما تعودنا، أيدينا نمدها لإخوتنا في الجمعية الخيرية الإسلامية بالناظور، مكتبا إداريا، وإدارة ، ومستخدمات ومستخدمين ، ونزيلات ونزلاء ، معهم في خندق واحد لكي يستمر هذا العمل الجليل الذي يقام بهذه المؤسسة ، ونثمن عاليا كل مجهودات السلطات ، والمنتخبين الشرفاء ، والمؤسسات المنخرطة في دعم كل أعمال التغيير التي تشهدها الجمعية الخيرية ، ونضم أصواتنا إلى كل من يتصدى لخفافيش الظلام الذين تركوا ورائهم صورا مأساوية تستحق كل الإدانة.