احتفل الوداد الرياضي، أول أمس الإثنين، بإحرازه للقب البطولة الوطنية، في غياب مدربه فخر الدين وحضور مدربه السابق بادو الزاكي الذي استقال من تدريب الفريق بعد الخسارة في مباراة الديربي أمام الرجاء. وخطف فخر الدين الأضواء، بغيابه عن الحفل، إذ ظل المدعوون يستفسرون عن سبب عدم حضوره، دون أن يحصلوا على أجوبة تطفئ عطشهم. وبينما لم يتسن الاتصال، بفخر الدين، لمعرفة سبب غيابه عن الحفل، إذ أن هاتفه النقال لم يكن يرد طيلة صبيحة أمس، فإن مصدرا مقربا من الوداد أشار إلى أن"الفريخ"، بدا متعبا وهو يحضر الاستقبال الذي خصصه للفريق الوالي محمد حلب، مما دفعه إلى المغادرة على عجل. فخر الدين حاضر بغيابه فتح غياب فخر الدين عن الحفل باب الأسئلة على مصراعيه، وجعل كثيرين يربطون عدم حضوره بالحفاوة البالغة التي خصصها المكتب المسير للمدرب السابق بادو الزاكي. قال منخرط ودادي وهو يمسح بعينيه القاعة التي احتضنت الحفل:" لقد ترك الزاكي الفريق في منعرج حاسم، وكاد رحيله أن يهز بيت الوداد"، قبل أن يتابع:" لا أجد تفسيرا لاستدعائه لحضور الحفل وهو الذي هرب من المعركة". لكن وداديا آخر رد عليه:" يجب أن لا ننسى أن الزاكي ساهم في عودة الوداد إلى الأضواء، الموسم الماضي ببلوغه نهائي أبطال العرب، وهذا الموسم، بقيادته للفريق حتى الدورة 26، علينا أن لا نكون جاحدين ونعطيه حقه، بالرغم من استقالته الغامضة". بقي صنبور الأسئلة مفتوحا، وظل فخر الدين حاضرا في الحفل بغيابه. في مدخل الفندق الذي احتضن الحفل في قلب العاصمة الاقتصادية، البيضاء، تجمع عدد من الوداديين، وظلوا يتغنون بالوداد وكلما لمحوا لاعبا من الفريق، إلا وبدؤوا الهتاف باسمه. أمام مدخل القاعة التي احتضنت الحفل، كان الاكتظاط كبيرا، إذ أن كثيرين حاولوا الدخول بالرغم من أنهم لا يتوفرون على دعوات، فيما كان محمد الباتولي المكلف بالإعلام والتواصل في الوداد، يعبد الطريق أمام الصحفيين لدخول قاعة الحفل. قال أحد الحاضرين ساخرا:" يبدو أن عدوى الاكتظاظ انتقلت من الملعب إلى الفندق، فلا الحراسة الأمنية نفعت ولا الترتيبات التي تم اتخاذها ساهمت في الحد منه". قاعة الحفل ترتدي الأحمر بداخل القاعة بدا اللون الأحمر طاغيا، لافتة كبيرة تعلن فوز الوداد بلقبه السابع عشر، وأعضاء فصيل الوينرز يرددون أغانيهم التي طلوا يصدحون بها على امتداد الموسم في ملعب محمد الخامس وخارجه. أمام منصة الحفل جلس رئيس الفريق عبد الإله أكرم وإلى جواره بادو الزاكي، وبدا أن اللقب وحد من جديد أعضاء المكتب المسير، فإلى جانب أكرم والزاكي، كان يتواجد بعض الأعضاء الذين ظلوا محسوبين على فصيل المعارضة، كما هو الحال بالنسبة لسعيد الناصري نائب الكاتب العام وادريس السلاوي الناطق الرسمي للفريق. توزع لاعبو الفريق عبر أرجاء القاعة، في الوقت الذي كان يتسابق فيه عشاق الفريق، على التقاط صور معهم. شمل الحضور رؤساء سابقين كنصر الدين الدوبلالي والطيب الفشتالي وبوبكر جضاهيم الذي ألقى قصيدة تغنى فيها بالوداد، واعتبره بأنه "قلعة للنضال". كما حضر لاعبون سابقون للفريق كنور الدين النيبت ولحسن أبرامي وبدر القادوري. أكرم يعد بالتعاقد مع "مدرب كبير" لم يتردد عبد الإله أكرم في التأكيد أن الوداد سيبدأ الاستعداد لبطولة الموسم المقبل بشكل مبكرا من خلال القيام بانتدابات مهمة لتعزيز صفوف الفريق، والتعاقد مع "مدرب كبير"، كما أشار إلى أن الوداد مازالت أمامه "وراش كبرى" سيواصل القيام بها. قال أكرم إن لقب البطولة كان صعبا وإن الوداد ينتظره موسم أصعب السنة الماضية، بما أنه سيكون مطالبا بالدفاع عن لقب البطولة الذي أحرزه، والمنافسة في كأس عصبة الأبطال الإفريقية، التي قال إن الفريق سيراهن على الفوز بلقبها. أما محمد الباتولي، فأشار إلى أن اللقب الذي حازه الوداد هو 17 في تاريخه، وأضاف قائلا:" تاريخ المغرب لم يبدأ منذ الاستقلال، وإنما قبل ذلك، والوداد فاز بخمسة ألقاب في ظل مكافحة المستعمر، فهل من المقبول أن نمحي جزءا من تاريخ المغرب، هل يمكن أن نلغي اسم العربي بنمبارك من تاريخ المغرب والرياضة العالمية، بما أنه برز في فترة الحماية". مويتيس"ديما ديما وداد" ظل الباتولي يلتقط أنفاسه، ثم يعود ليذكر بأن اللقب ساهمت فيه أطراف كثيرة بداية من جمهور الوداد وبخاصة الوينرز الذين قال إنهم من بين الأفضل في العالم، والمدرب السابق الزاكي والحالي فخر الدين رجحي، قبل أن يطالب محبي ومسؤولي الفريق السابقين الذين بتوفرون على وثائق أو كؤوس للفريق بتسليمها لإدارة الوداد للمحافظة على جزء من تاريخ المغرب لتتمكن الأجيال القادمة من دراسته. وكشف أن الوداد يعتزم إطلاق أسماء عدد رموزه على ملاعب الفريق، مبرزا أن "لوداد لايمكن أن تصاب بتلف في الذاكرة". تواصل الحفل على إيقاعات الفنان الفكاهي سعيد الناصري، والمغني الشعبي سعيد الصنهاجي ومغني الملحون عبد الرحيم الصويري، قبل أن يصل الكونغولي لايس مويتيس متأخرا رفقة زوجته ليخطف الأضواء بدوره ويصعد المنصة، ليقول:"ديما ديما وداد".