وصف إسماعيل العلوي، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، الوضع السياسي العام بالمغرب بأنه "سوريالي ومضحك"، منتقدا المعارضة والأغلبية على حد سواء، قائلا: "لا توجد حاليا معارضة بالمعنى العام للكلمة، كما لا توجد أغلبية ملتزمة، إذ إن المرء يجد صعوبة في ضبط المعطيات السياسية التي تهم الوطن". ودعا العلوي، خلال لقاء نظمته مساء أول أمس صحيفتا حزبه "بيان اليوم" الناطقة بالعربية و"البيان" الناطقة بالفرنسية بالرباط، إلى "تجاوز نوع من التسييس السائد في المجتمع" الذي شبهه ب"التخرميز"، "حيث يتداخل العمل الحزبي النبيل مع مطالب المنتفعين والمفسدين". وأشار قيادي التقدم والاشتراكية إلى أن "المغرب يراوح مكانه في ما سمي بمرحلة الانتقال الديمقراطي، التي يجب تجاوزها بفتح نقاش عميق وهادئ بين الفاعلين السياسيين والاقتصاديين ونشطاء المجتمع المدني، حتى لا يسقط المغرب في منعرج خطير" أو في "أزمة من الأزمات السياسية"، على حد تعبيره. ودعا العلوي إلى "الحفاظ على التوازنات الكبرى، وإيجاد حلول ملائمة لإنتاج الثروة، والحرص على توزيعها بشكل عادل"، معتبرا أن "الاشتراكية المتبناة من قبل حزبه منفتحة على الواقع". وأكد العلوي أن الاشتراكية التي ينادي بها المناضلون لم تتحقق بعد، مشيرا إلى أن المجلس الوطني للحزب صادق، بعد انتخابات 2007، على وثيقة "التعاقد السياسي الجديد"، وتتضمن "أفكارا قابلة للتنفيذ، ولها من الراهنية ما تجعلها أوراقا سياسية يمكن لباقي الأحزاب مناقشتها"، وقال إن الوثيقة تطرح "جيلا جديدا من الإصلاحات الدستورية والمؤسساتية"، داعيا إلى ضرورة تقوية مؤسسة الوزير الأول، والعمل تدريجيا على مباشرة إصلاحات هيكلية، لكن على أساس أن يتم تجاوز عقبات اجتماعية كثيرة، مثل محو أمية 40 في المائة من سكان المغرب. من جهة أخرى، انتقد العلوي ما سماه "تراجعا في الحريات"، من خلال المصادقة على قانون مكافحة الإرهاب، مؤكدا أن هذا التصرف ناتج عن أزمة عالمية منذ سنة 2001 إلى 2003، ما دفعه إلى نعت هذا القانون ب"قاتل الحريات، لحصول تجاوزات في مجال حقوق الإنسان"، على حد تعبيره، مقترحا أن تتم مراجعته كما يحصل في بريطانيا سنويا. ونفى العلوي وجود تناقض بين عمل المؤسسات، مبرزا أن "الملك محمد السادس يعد رئيسا للحكومة، لذلك يضع مخططات والوزراء يقومون بتنفيذها، تحت إشرافه، مثل ما هو حاصل في عدد من الأقاليم". وبخصوص ترشيحه لرئاسة الحزب خلال المؤتمر المقبل، جدد العلوي التأكيد على عدم رغبته في الترشح في المؤتمر العام الثامن، المزمع عقده أيام 28 و29 و30 ماي الجاري. وقال العلوي إنه لأسباب عائلية فضل ألا يترشح، مؤكدا أنه سيهتم أكثر بأسرته نظرا لخطورة المرض الذي يعانيه نجله. وكشف العلوي عن عدد منخرطي حزبه، ورجح أن يكون متراوحا بين 36 و40 ألفا، مضيفا أن العدد ليس محددا لعمل حزب التقدم والاشتراكية، حيث وصف حزبه ب"القوة الاقتراحية".