أغلقت سحابة رماد البركان الإيسلندي المجال الجوي المغربي في وجه جل الرحلات الجوية الدولية والمحلية ليوم أمس، حيث تم إلغاء 20 رحلة دولية من وإلى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء إلى غاية الواحدة والنصف من بعد زوال أمس، كما طال الإلغاء رحلة جوية كانت ستربط بين مطار طارق بن زياد بطنجة والعاصمة البلجيكية بروكسيل، فيما تم تحويل رحلة كانت ستنطلق من مطار الرباط-سلا نحو باريس، لتنطلق من مطار فاس. بينما أوضحت رجاء بنمسعود، مسؤولة الاتصال بالخطوط الملكية الجوية، أن المطارات التي لم يشملها الإغلاق، خاصة مطارات مراكشوفاس ووجدة، تواصل نشاطها بشكل عادي، كما تستقبل بعض الرحلات التي كانت تتجه نحو المطارات المغلقة لكل من الرباط والدار البيضاء وطنجة وتطوان وأكادير والصويرة وكلميم وطانطان. فيما قال محمد بلعوشي، مسؤول التواصل بمديرية الأرصاد الجوية، في اتصال مع "أخبار اليوم" زوال أمس، إن تلك السحابة تغطي مناطق واسعة من المغرب، "تمتد من سوس إلى أقصى الشمال، فيما يرتقب أن تدفع بها الرياح القوية من جهة المحيط الأطلسي، لتتوغل أكثر، وتصل إلى شمال المناطق الجنوبية للمغرب والجنوب الشرقي ثم شمال غرب الجزائر"، مما يعني استمرار حالة الشلل في الملاحة الجوية هذا اليوم على الأقل. وأدى تقدم سحابة كثيفة، كانت في اليومين السابقين تغطي المجال الجوي للبرتغال وجزءا من الأجواء الإسبانية، نحو المجال الجوي المغربي، خاصة منه الجزء الشمالي، إلى شلل شبه تام في حركة الملاحة الجوية. وأعلنت وزارة النقل والتجهيز، في بلاغ أول، إغلاق مطارات كل من طنجة وتطوان والصويرة في وجه حركة الملاحة الجوية، من الساعة الخامسة صباحا إلى الواحدة من بعد زوال أمس، فيما شمل الإغلاق أيضا كلا من مطاري الرباط-سلا والدار البيضاء، ما بين الثامنة صباحا والواحدة بعد الزوال. قبل أن يتم الإعلان عن تمديد هذا الإغلاق إلى غاية السابعة من مساء أمس، وتوسيعه ليشمل مطارات كل من أكادير وطانطان وكلميم. وبعدما استبعدت في بلاغات سابقة إلغاء رحلاتها الجوية، واكتفت بالإشارة إلى كون بعض رحلاتها ستستغرق مدة أطول نظرا لتغيير الطائرات لمسارها، عادت شركة الخطوط الجوية الملكية، لتعلن إلغاء جميع الرحلات الجوية من المطارات سابقة الذكر. وأرجع بلاغ الشركة هذا الإلغاء إلى قرار المديرية العامة للطيران المدني، التي "قررت هذا اليوم إغلاق مطارات طنجة وتطوان والصويرة من الساعة الخامسة صباحا إلى الساعة الواحدة ظهرا حسب التوقيت المحلي، ومطاري الرباط والدار البيضاء من الساعة الثامنة صباحا إلى غاية الساعة الواحدة ظهرا، وذلك على إثر وصول سحابة الرماد المنبعثة من بركان إيسلندا إلى جزء من المجال الجوي المغربي"، يقول بلاغ صادر عن الشركة صباح أمس. فيما أوضحت مصادر عليمة، أن حركة الطيران العسكري تواصلت رغم وصول سحابة البركان الإيسلندي، "نظرا لكون الطائرات العسكرية تحلق على ارتفاع منخفض، وبالتالي لا تتأثر بالسحابة البركانية التي توجد على ارتفاع عال". وفيما بدا وصول السحابة البركانية إلى الأجواء المغربية مفاجئا، حيث لم تحدد توقعات مديرية الأرصاد الجوية لأول أمس وجهة تحرك تلك السحابة، وما إن كانت تتجه نحو المغرب؛ قالت وكالة سلامة الطيران الأوروبية، "أوروكونترول"، صباح أمس، إن تلك السحابة سوف تنتقل في اتجاه الشمال الشرقي، وتحديدا نحو جنوبفرنسا، مرورا عبر الأجواء الإسبانية، مما يعني ابتعادها عن الأجواء المغربية، فيما كانت الأجواء الموجودة فوق المحيط الأطلسي قد تخلصت، منذ أول أمس، من تلك السحابة البركانية، مما أعاد تدريجيا حركة الملاحة الجوية بين أمريكا الشمالية وأوربا إلى حالتها الطبيعية.