برادة: في "حيوات متجاورة" قصدت جعل الشخصيات المتنافرة متجاورة تطرح أسئلتها من مواقع مختلفة في حوار أجريناه مع الكاتب محمد برادة، لحظات صدور بلاغ وزارة الثقافة الذي أعلن عن فوز "حيوات متجاورة"، سننشره قريبا، كنا سألناه عن القراءة المغرضة التي تعرض لها بخصوص روايته "حيوات متجاورة"، فأجاب: "إنني أميل إلى تسميتها بالتأويل السطحي. بمعنى أنه منذ 1960 إلى اليوم قطعنا أشواطا وأشواطا، وأصبح القارئ والطالب الجامعي يدرك أن التخييل يمكن أن يوظف عناصر من الواقع، ولكنه لا يسعى إلى إعادة إنتاجه،ا وأن التخيل له هذه الحرية بمعنى أنه يعيد تقديم الحياة في شكل مختلف ليحرك وجدان وفكر القارئ، ولكن، للأسف، هناك أشخاص يحرصون على يترجموا الإبداع إلى أسماء قائمة في الحياة، لكن هذا لا يمنع الروائي من حقه في أن يستوحي العصر والفترة التي يعيشها، ولكنه يستوحيها من خلال إعادة الخلق. وحينما نقول التخييل فمعناه أنه لا يتقصد شخصا واحدا. وكما هو معلوم، فالشخصية الروائية لا تتكون من شخص واحد، بل هي، في أغلب الأحيان، تستمد من حيوات كثيرة ومن شخوص متعددة، وتعجن كل ذلك لتوظفه ضمن رؤية معينة تدل عليها الرواية. من هذه الزاوية، "حيوات متجاورة" ربما ولدت فيها شخصيات قد تحيل إلى ما نعيشه في مجتمعنا، ولكنها تصبح ممتلكة ومتوفرة على حياة خاصة بها لا تمت بأي صلة إلى ما هو موجود في الواقع. وفي روايتي، هذا ما قصدته.. أن أجعل شخصيات متنافرة في الواقع تعيش متجاورة في نص روائي من مواقع مختلفة وتطرح أسئلتها".