رفضت سميرة سطايل، المسؤولة عن مديرية الأخبار في القناة الثانية، التعليق على الأخبار التي نشرتها بعض الجرائد الوطنية يوم أمس الأربعاء، وأضافت سطايل، في تصريح لجريدة "أخبار اليوم"، أنه لا يمكنها الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بهذا الموضوع، لأنه شأن داخلي للقناة، مؤكدة أن هذا لا يعني التقليل من أهمية الصحافة المغربية ودورها. من جهة أخرى، أشار مصدر من داخل قناة دوزيم إلى أن الموضوع الذي أثارته ثلاث صحفيات بمديرية الأخبار، واللواتي يتلقين علاجا طبيا بسبب الضغوطات الكثيرة التي تعرضن لها، يدخل في إطار حملة ضد المسؤولة عن مديرية الأخبار. وتساءل نفس المصدر عن السبب الذي يدفع الصحفيات إلى تناول موضوع داخلي على أعمدة الصحف. من جهة ثانية، مازالت الصحفية ثريا الصواف تتلقى العلاج بالمستشفى العسكري بالرباط، في حين تستفيد إحسان بنبل من رخصة طبية، أما فدوى الحساني فقد التحقت بمقر عملها في انتظار الموافقة على طلب العطلة، وقد اعتبر البعض أن مرض الصحفيات الثلاث من نفس القسم في وقت واحد أمر له دلالة كبيرة، إلا أن تحديدها يختلف حسب الزاوية التي يتم تناول الموضوع منها: هل هو حملة ضد سطايل، أم إن الأمر وصل بالفعل إلى مستوى لا يحتمل؟ مصادر أخرى ربطت الأحداث الأخيرة بمخلفات اجتماع نقابي جمع بين العاملين في القناة وفيصل لعرايشي، عرف توجيه الصحافيين لانتقادات عديدة إلى مديرية الأخبار وإلى الخط التحريري. نفس المصادر أكدت أن مسيرة سطايل، التي لم تتقبل الانتقادات، عمدت إلى بعث رسائل شديدة اللهجة إلى سبعة صحافيين من بين الأسماء القديمة في القناة. وكانت مصادر مقربة من الصحفيات الثلاث قد أكدت، ل"أخبار اليوم"، أن الحالة الصحية السيئة التي وصلن إليها تعود إلى الضغوط الكثيرة التي تعرضن لها من طرف المسؤولة عن مديرية الأخبار، إلى درجة أن المصدر وصف أجواء العمل بالأجواء العسكرية، مشبهين ما يقع للصحافيات بالضغط الذي كان قد مورس السنة الماضية على الصحفي عبد الصمد بن الشريف. المصادر أكدت أن الصحفيات المشتغلات في مديرية الأخبار يعشن "احتقارا" يوميا من المسؤولة عن القسم، كما أن ظروف العمل جد صعبة، حيث لا يتم إخبارهن بخطة التحرك والسفر حتى آخر لحظة، مما يؤثر على عملهن، ولم تستبعد المصادر أن يكون كل هذا الضغط ناتجا عن غيرة مهنية. مصدر من داخل القناة أكد أن فدوى الحساني قدمت اقتراحا لتقديم أحد البرامج لكن القناة رفضته بدعوى عدم أهليتها، بالرغم من أنها قضت في القناة ما يناهز 14 سنة، حيث وجدت نفسها اليوم تجلس إلى جانب صحافيي القسم الرياضي، بعد أكد مصدر أنها أصبحت ممنوعة من ولوج قسم الأخبار. أما ثريا الصواف، والتي اشتغلت في القناة منذ انطلاقتها، فقد تخصصت، لمدة، في تقديم نشرات خاصة مع كبار الضيوف، قبل أن تسحب منها هذه المهمة لتصبح، حسب نفس المصدر، في نفس المكانة مع أي صحفي متخرج حديثا من المعهد التحق بالقناة. أما إحسان بنبل، التي تشتغل في القناة مند خمس سنوات، فبالرغم من المجهودات التي بذلتها، فإن مصادر من داخل القناة أكدت أنها حصلت على تنقيط سيئ لم يتعد 2.75 على خمسة. المصدر نفسه أكد أن ظروف العمل أصبحت أكثر صعوبة بعد أن تم إجبار الصحافيين على العمل لمدة ثماني ساعات يوميا، دون الأخذ بعين الاعتبار أن البعض منهم يشتغل ليلا وفي أماكن بعيدة عن محل سكنه. كل هذه الأجواء ساهمت، حسب المصدر نفسه، في قتل الطموح عند العاملين في القناة التي تعرف تدهورا في البرامج الجادة باعتمادها الكثير على المسلسلات والمنوعات. وأكدت المصادر نفسها أن الصحفيات الثلاث وجهن طلبات للاجتماع مع المسؤولة عن القسم لم تتم الاستجابة لها، وحتى بعد انفجار هذه الضجة فهي لم تطلب ملاقاة المشتكيات المصممات، حسب مصادر مقربة منهن، على التشبث بحقهن في مغادرة مديرة الأخبار، حيث عبرن عن استعدادهن لبذل كل أشكال الاحتجاج للوصول إلى هذه الغاية، خاصة أن الحملة الاحتجاجية قد تمتد لتصل إلى ستة عناصر أخرى لا تنتمي فقط إلى القسم الفرنسي، بل تشمل كذلك صحفيين من القسم العربي.