ثبت بالفعل الملموس أن المغاربة شعب سياسي بامتياز،حيث عمد مباشرة ومع حلول الشهر الفضيل إلى إحياء منهجه العلماني الذي يٌقِر" بفصل الدين عن اللعب"، والذي يحزم أغراضه مباشرة والشهر الأبرك. نعم أليست العلمانية الأم تنادي "بفصل الدين عن الدولة " لأن هذا الأخير يعارض بعض سننها ومشروعاتها؟ فهكذا هي علمانية "فصل الدين عن اللعب " تنادي بهذا القطع بين الإثنين مدام الأول يعارض مصلحة الثاني.طبعا الحديث مازال مبهما ونوايا كل واحد منكم شدت رحالها حسب طبيعة النفوس ، لكن لن اسمح لهذا الانتشار أن ينال منكم، وسنذهب جميعا في جولة إلى بعض المساجد أكانت شعبية،أم راقية لا يهم فما ستجدونه بداخلها يوحدها، وطبعا لاأتحدث بشمولية فهناك النزر القليل، والمعدود على رؤوس الأصابع من المساجد التي لا تنالها عدوى علمانية "فصل الدين عن اللعب" هذه. دعونا الآن نقف أمام المسجد ونرى ذلك الكم الهائل من المسلمين والمسلمات الذين لم يبالوا بالدراما،والإنتاجات المغربية المسكينة التي تجهل مواعيد المغاربة الرمضانية،ليبقى دورها هو جس نبض المجتمع المغربي، وقياس مدى ارتباطه بالشاشة الصغيرة، وهل ستتمكن النيل من أجره الكبير؟دعونا نقترب منهم أكثر انتبهوا لتلك السيدة الوقورة المسرعة الخطى،وكأنها قد فوتت أولى الركعات مع العلم أنها وحسب مؤشرالساعة تبدو مبكرة!مهلا ماهذا الاختراق العائلي،أم برفقة ابنتها والأحفاد،الرضع منهم والأطفال؟ وماهذا أيضا شابتين خلطتا بين المسجد،و"الكورنيش"؟ صراحة الأمر في غاية التعقيد ولابد من التقدم أكثر، دعونا ندخل لنتأكد مما يحدث.أنظروا هاهي السيدة الوقورة ،المسرعة قد احتلت اجمل،وأريح ركن في المسجد بالنسبة لها،ونشرت سجادتها ذات المترين طولا وعرضا. هكذا إذا،سرعتها كانت من أجل الاحتلال فحسب .حسنا دعونا نبحث عن القبيلة الثانية أقصد العائلة السالفة الذكر،هاهم جميعا في ركن خاص في الوراء بضوضائهم التي هزت أرجاء المسجد.ما هذا إنها تغير الحَفاظ لابنها او ابنتها ! وماهذه المهزلة هناك، أين أمهات أولئك الأطفال الذين حولوا المسجد إلى حضانة؟ لا عفوا ربما هو حضانة للكبار كذلك انظروا إلى الزاوية هناك حيث النسوة الثلاثة يتحدثن بكل أريحية، كأنهن في دعوة عقيقة،لا في بيت الله الذي له حرمة وهاتين المراهقتين كذلك تتحدثان في زاويتهن الخاصة، وتبتسمن أهو مخطط لما بعد الصلاة، أم هي مغامرات الثانوية شدت رحالها إلى المسجد؟ من يرى كل هذه المناظر المستفزة يظن أن لا مصاحف بالمساجد تقرأ في انتظار درس اليوم،والصلاة،رغم أن الدرس مشكوك في أن إحداهن تأتي للمسجد للإصغاء، والاستفادة، فصوت الفقيه لايسمع جراء مؤتمرهن اليومي،والتصفيقات الداعية للصمت من كثرتها صارت مصدر إزعاج، لا تأديب.هاقد نودي إلى الصلاة، وبدأت مرحلة الجهاد من أجل الاستحواذ على المساحات الكبرى،والنصيب الأكبر.ألم اقل لكم شعب سياسي بامتياز؟ تناسوا قيم التسامح واستحضروا مقولة" انا وبعدي الطوفان"الآن سننتقل للطامة الكبرى حين تسمعهن عند الخروج يودعن بعضهن فتقول الأولى"والله إلى رمضان كايدير فينا خير مللي كايخلينا بعدا نرجعوا نشوفوا وجوه لحباب من جديد" معنى هذا أنهن يتعرفن في المسجد، وتتوقف العلاقة في انتظار رمضان المقبل لإحياء الصلة بنفس المسجد،وربما نفس الزاوية؟ وتسمع إحداهن تشتكي من ضوضاء الاطفال وتنسى نميمتها،وصوتها الذي كتم صوت الفقيه.وتلك التي تقر بما سببته من ضوضاء بسبب قافلتها لكنها تبرر أنها لا تجد من يعتني بأطفالها إلى حين عودتها من الصلاة، قائلة الله يعلم مافي القلوب والظروف،الم أقل لكم "فصل الدين عن اللعب"؟ متناسية سنة نبينا صلى الله عليه وسلم، التي تقول بأن صلاة المرأة في بيتها فضل كبير وأجر،والمسجد ليس بسنة مفروضة عليها؟ فإذا كان هذا حكم الشرع للمراة في الرخاء، فما بالكم إن كانت مضطرة؟ لما لا تصلي ببيتها وتكفي الغير شر كبدها؟ ولكنها العلمانية في نسختها الثانية وطبعا للرجال نصيب من الحكاية و يبقى السؤال :هل دخلتم وعاينتم معي جميعا مساجدنا المغربية؟ فلتخرجوا إذن لنبحث عن حل جماعي لهذه المعضلة أو "الوكسة " على حد قول اخواننا المصريين .