اختتمت أشغال اللقاء الدولي الأول حول البحث العلمي كما كان منتظرا يوم السبت 16 يونيو الجاري بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير في موضوع البحث العلمي في العلوم الإنسانية والاجتماعية، من خلال تجارب مغربية و بريطانية، المنظم من طرف جامعة ابن زهر و المجلس الثقافي البريطاني، بشراكة مع وزارة التعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي. وحاضر في هذه الندوة أساتذة و دكاترة من جامعة ابن زهر، جامعة الحسن الثاني، جامعة شعيب الدكالي، جامعة محمد الخامس، جامعة القاضي عياض، جامعة سيدي محمد بن عبد الله، جامعة الحسن الأول، مجلس البحث الاقتصادي و الاجتماعي ببريطانيا، جامعة الملكة ببلفاست، جامعة سوسكس، و المجلس الثقافي البريطاني. ونظرا لكون ممارسة البحث العلمي ببلادنا ينحصر في 15 جامعة و التي تضم أكثر من 70 مؤسسة جامعية، فان المغرب من البلدان المعنية بتطوير البحث العلمي بصفة عامة، و بصفة خاصة في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية، لذا كان لزاما دراسة هذا القطاع لتجاوز عوائقه الكثيرة و النظر لسبل تحقيق نهضة علمية في مستوى المنافسة العالمية. وتخللت الندوة التي أقيمت على مدى يومين الخامس والسادس عشر من الشهر الجاري أشغال ثلاثة ورشات همت دور العلوم الإنسانية و الاجتماعية في تحقيق التنمية المحلية، الهيكلة و الشمولية و التقييم، التمويل و الشراكة ساهمت في تبادل التجارب و بحث التعاون المشترك في البحث العلمي في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية بين مختلف الجامعات الوطنية و الدولية، وذلك في سياق حزمة من المحاور العلمية التي تتناول وقائع البحث العلمي العلوم الإنسانية والاجتماعية وآفاقه، وسبل الشراكة كوسيلة لتطوير قطاعي البحث في هذا المجال. وتهدف الندوة بحسب الدكتور عمر حلي رئيس جامعة ابن زهر مناقشة المواضيع والخبرات المتعلقة بالبحث العلمي في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية ومشاريع التعاون المحلية والدولية لتطويره، وتحديد التحديات والحلول اللازمة لتطوير البحث العلمي وذلك في سبيل تطوير وبناء مجتمع محلي قوي. وبعد إنهاء أعمال الورشات وما صاحبها من إدلاء بملاحظات ومداخلات ومقترحات، تم التوصل إلى جملة من التوصيات أكدت بالأساس على ضرورة وضع خطط واستراتيجيات للبحث العلمي في العلوم الإنسانية والاجتماعية، وربطها بخطط واستراتيجيات التنمية المحلية في بلادنا. وتجلت هذه التوصيات في ثلاثة مستويات أساسية؛ على المستوى المركزي ضرورة وجود إرادة سياسية لدعم البحث العلمي والاهتمام به واعتبار ذلك خيارا استراتيجيا لخدمة قضايا التنمية المستدامة عن طريق التمويل والتجهيز والتحفيز والتقييم، وتعزيز التقارب والتعاون مع الفاعلين الاقتصاديين. وعلى المستوى الجهوي، طالب المشاركون بمزيد من الاهتمام على مستوى الجامعات فيما يخص مقاربة الموازنة وتدبير احتياجات البحث العلمي والعمل على وضع معايير موضوعية تراعي جودة الجانب البيداغوجي للبحث العلمي. أما على مستوى الأستاذ الباحث فتمثلت التوصيات في مطالبتهم الأستاذ الباحث بمسايرة متطلبات المحيط وتشجيعه على الإبداع والابتكار من خلال إنشاء نوادي ومحاضن ومجمعات علمية وتكنولوجية، وضمان حقوق الملكية للمخترعين. من جهته، أكد مارتن فلورز مدير المركز الثقافي البريطاني على الدور الذي يلعبه البحث العلمي في إصلاح المجتمع، كونه يوفر الوسائل الكافية لتحليل و فهم التغيرات التي تقع على مستوى المحيط. وعلى هامش وجبة الغداء في ختام أشغال الندوة أكد الدكتور عبد الحفيظ الدباغ، الكاتب العام لوزارة التعليم العالي، في كلمة له على أهمية تدريس العلوم الإنسانية والاجتماعية ليس فقط في مجالات الآداب والعلوم الإنسانية، بل توجب أيضا في المجال الهندسي و التقني لكون المجتمع على حد تعبيره متكاملا يهدف لتطوير و تنمية الانسان. و تجدر الإشارة إلى أن الندوة أنهت أعمالها بانتداب لجنة مكلفة بتعميق التواصل بين مختلف الجامعات بغرض هيكلة مجموعة من برامج دعم البحث العلمي.