طفت إلى السطح ظاهرة غريبة بمدينة ايت ملول ،هذه الظاهرة المتمثلة في الانتشار المكثف للباعة المتجولين أمام المساجد ،فبنهاية كل صلاة تتحول الفضاءات المتواجدة أمام هذه المساجد إلى مكان للبيع والشراء حيث تتعالى الأصوات هنا وهناك ويختلط الحابل بالنابل ،والدعوات والقنوت بالهتاف والصياح ،وكل يبحث عن طريقة لإقناع ضيوف الرحمن باقتناء السلع التي يعرضونها والتي غالبا ما تكون خضرا وفواكه وملابس جاهزة وبعض العطور والأقراص الدينية وزيت وزيتون. ويبقى يوم الجمعة يوما متيمزا لهؤلاء الوافدين على المساجد بحيث تحدث بين العارضين اصطدامات وصراعات ينتج عنها كلام ساقط وشد وجدب بالأيدي حول المواقع الاستراتيجية والتي تمتد في بعض الأحيان إلى حدود باب المسجد مما يثير حفيظة أغلب المصلين الذين تختلط في أفواههم دعوات الآذان وهتافات هؤلاء العارضين وخاصة حينما يتعلق الأمر بسلعة تعرض بثمن أقل من المتداول في الأسواق ،وارتباطا بالموضوع يحكي السيد (م.ع) "لقد وجدت في هذه الأسواق المتنقلة مكانا منسابا لقضاء الأغراض المنزلية ،نظرا لثمنها المناسب والكل يعرف ما يعانيه المواطن من جرا ء الزيادات الفاحشة في المواد الغذائية" ومن جهته قال (ع.م) "لقد ألفت مثل هذه الأسواق المؤقتة وخاصة وأن الأثمان بها تكون جد مناسبة بل إنني أؤجل دائما شراء الخضر والفواكه إلى حين أداء الصلاة "ودعناه والدليل على صدق كلامه هو القفة التي يحملها بين يديه وهو متجه لأداء صلاة ة العصر بأحد مساجد المدينة . الجمعيات واللجن المكلفة بتسيير المساجد وتنظيمها والمتتبعون للمشكل يقفون عاجزين أمام الزحف الكبير لهؤلاء الباعة، ويحملون المسؤولية كاملة للسلطات الإدارية والمحلية بالمدينة ،فعلى الرغم من تواجد رجال القوات المساعدة في أماكن متعددة بالمدينة إلا أنهم يستثنون من التغطية التي يقومون بها أمام المساجد لمنع هؤلاء التجار الموسميين الذين يتسببون في أزمة سير عقب كل صلاة،حتى أصبحت بعض الشوارع والأرزقة بالمدينة معروفة لدى السائقين بما تعرفه من اكتضاض وتزاحم بالعربات المجرورة و"الفراشة" ،ومن جهة أخرى تأثيرهم السلبي على أصحاب المحلات التجارية الذين يؤدون واجباتهم الضريبية بانتظام ويتحملون تبعات الكراء وأجر المستخدمين والإنارة ..كل هذا يحدث أمام أعين السلطات المحلية والإدارية بالمدينة ولا أحد يحرك ساكنا ،فإلى متى ستبقى دور العبادة تعاني هذا المشكل ؟ بقلم سعيد مكراز