توفي صباح يوم الجمعة الماضي سجين آخر في أقل من شهر بالسجن المدني آيت ملول، ويتعلق الأمر بسجين من مواليد سنة 1986 يقضي عقوبة حبسية مدتها سنة ونصف على خلفية إدانته في قضية الاتجار بالمخدرات. وكانت آخر زيارة لعائلته يوم الخميس الماضي، حيث ذكر بعض أفراد عائلته، في إفادة توصلت بها «المساء»، أن السجين المذكور كان عاجزا عن الكلام، وفي اليوم الموالي أثناء زيارة والدته له تم إخبارها بأنه توفي ليلة الخميس حوالي الساعة العاشرة ليلا، وباشرت العائلة بعد ذلك إجراءات استخراج الجثة والمطالبة بإخضاعها للتشريح من أجل الكشف عن أسباب الوفاة، خاصة أن المتوفى كان قبل دخوله إلى السجن لا يعاني من أي مرض مزمن، كما أنه لم يسبق أن تلقى أي علاج من أي مرض خطير، حسب إفادة بعض أفراد عائلة المتوفى. وذكرت مصادر مطلعة أن الظروف الصحية داخل المعتقل أصبحت جد متدهورة، خاصة أمام تكرار حالات الوفاة وظهور أمراض استدعت نقل عدد كبير من السجناء إلى مختلف مستشفيات الإقليم. كما تحدثت المصادر نفسها عن تردي الخدمات الصحية داخل المصحة التابعة للمؤسسة، إذ ذكرت بعض الشهادات المتطابقة أن الطبيب الوحيد داخل السجن يخصص ساعتين لكل حي من أحياء المؤسسة ويكتفي بالفحص عن طريق طرح سؤال واحد: «مالك» وبعد ذلك يتم منح أدوية قد تكون في بعض الأحيان غير مناسبة لطبيعة المرض، كما أن بعض المرضى يعانون من التكاليف الباهظة لإجراء بعض التحاليل الطبية، كما ذكرت الإفادات ذاتها أن بعض المرضى الذين يتم نقلهم للعلاج خارج المؤسسة يتم نقلهم إلى مرافق أخرى لقضاء بعض الأغراض وهم داخل السيارة التابعة للسجن.