اعترافا منها بالدور الذي لعبه الأمازيغ في نشر الدين الاسلامي والحفاظ على مقومات الوحدة الوطنية كشعب وحضارة سكنت المغرب الأقصى وعملت على تحقيق اللحمة التي بواسطتها مكنته عبر العصور من مقاومة كل اشكال الاحتلالوالاستعمار ، نظمت المجالس العلمية المحلية لسوس ماسة درعة بتنسيق مع المجلس العلمي الأعلى الأمانة العامة وكلية الشريعة بمدينة ايت ملول ،ندوة علمية في موضوع" الأمازيغ والوحدة الدينية والوطنية بالمملكة المغربية "أيام الجمعة والسبت والأحد 13 و14و 15 دجنبر 2011 برحاب مدرج العلامة المختار السوسي ، وعرف برنامج الندوة القاء 34 مداخلة وزعت على خمس جلسات علمية أشرف عليها علماء وشيوخ ودكاترة وأئمة واساتذة وباحثون وباحثات في الشأن الديني والفقهي والتشريعي والأدبي ينتمون لمدن الرباطسيدي سليمان وتارودانت وسيدي افني وأزيلال واكادير وانزكان وايت ملول واشتوكة ايت بها وبوعرفة وخنيفرة . وتطرق الدارسون في المداخلات لكل المناحي التي استطاع الأمازيغ عبر العصور التي سكنو فيها المغرب وخاصة بعد دخول الاسلام أن يتأقلموا مع الدين الجديد الذي لم يكن لعامل اللغة التي جاء بها العربية أي أثر في فهم معانيه السامية وتطبيقها وحفظ القرآن وانشاء المدارس لحفظه والتفقه فيه ومنه إلى العلوم الشرعية فخرجوا طلبا للعلم والعلماء والفقه والفهاء ونهلوا من منابعهم مايكفيهم ليصبحوا جهابدة عصورهم فترجموا ماتعلموه للخاص والعام بالعربية تارة وبالأمازيغية تارة وغلبة ظنهم في ذلك أن ايصال العلوم وخاصة الشرعية التي بها ترعى مصالح العباد إلى الجميع واجب ديني يحث عليه الشرع فبأي لسان كان ذلك فلاحرج ،و خصصت الجلسة العلمية الاولى لموضوع المحور التاريخي ،والجلسة العلمية الثانية لمحور الوحدة والهوية والثالثة للمحور الشرعي والرابعة لمحور اللغة والأدب والخامسة لمحور النصوص الأمازيغية والسادسة والأخيرة لمحور اعلام التأليف والترجمة . وتبقى هذه التظاهرات التي تنظمها كلية الشريعة بمدينة ايت ملول واحدة من المناسبات التي يجب استغلالها للاعتراف بدور هذه المنارة العلمية في التعريف بالمدينة ككل والحي الذي تتواجد فيه المزار والتذكير برموز العلم والمعرفة الذين يدرسون بها وعملهم الدؤوب على جعل الكلية منفتحة على محيطها من خلال ادراج قضايا وشؤون ذات أبعاد دينية واجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية تروم من خلالها اشراك الجميع في تصحيح المفاهيم وبناء معرفة مبنية على أسس علمية متينة .