إنها أيت ملول التي وان عمل التجديد و"العَصرنة" على تغيير معالمها، لن تُمحى من ذاكرة الأجيال ولن يذهب بريقها ولن يكون لها عبق غير عبق تاريخها ،فأرشيفهم تاريخنا هكذا تعمل صفحة ذاكرة مدينة أيت ملول التي رأت النور على الفايسبوك ،وكما جاء حائطها فهي توثق لذاكرة مدينة أيت ملول: تاريخها، عمرانها، ثقافتها، لغتها، أدبها، شيوخها، أهلها، جغرافيتها، فنونها، صورها…فمن لم يقرأ تاريخ أيت ملول لا يمكنه سبر أغوارها وصيرورة بقاءها حتى لو زار كل شبر من ترابها وكل زاوية من شوارعها . المسؤول أو المسؤولون عن الصفحة نجحوا لحد كبير في استقطاب عدد مهم من المهتمين بذاكرة المدينة عبر صور تؤرخ لأجيال رسمت ملامحها ، صورٌ تجعلك ترى مشهداً يتجدد بالذاكرة كشريط سينمائي، ولا ريب فأبنيتها القديمة التي جار عليها الزمان والتنوع المعماري الذي يحكي تاريخ المدينة العريق، تُشكل لوحة فنية تعجز يد الفنان عن رسمها. إن الداء الذي تعاني منه العزيزة أيت ملول هو عدم وجود اهتمام بتاريخها وذاكرتها،خاصة أنها كانت ولا زالت المعبر الرئيسي نحو الأقاليم الجنوبية،حتى أصبحت كالمصاب ب"الزهايمر" وهي تبحث عن هويتها الحقيقية،وفكرة الصفحة في العالم الافتراضي التي التف حولها الملوليون لا محالة سَيُعيد للمدينة وهَجَها التاريخي الثقافي و الفني و الرياضي و البيئي،فطوبى لساكنة المدينة و لبناتها و لأبنائها ومثقفيها و الغيورين عليها بهذا العمل الذي يعتبر خطوة مهمة تستحق كل التنويه. ربما سيُجَنبُها مظاهر البؤس و التردي الفكري و الثقافي و الحضاري، وسيمكنها من استثمار رأسمالها المادي و اللامادي بشكل أمثل لتحقيق التنمية المنشودة للمدينة و لقاطنيها.