يقول الله جل وعلا: كل نفس ذائقة الموت، وإنما توفون أجوركم يوم القيامة، فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور. صدق الله العظيم بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، شاكرة الذي لا يحمد على مكروه سواه، ودعت جماهير غفيرة من ساكنة مدينة أيت ملول وزوارها، علما من أعلام هذه المدينة الدعويين، ورمزا من رموزها الجمعويين، ونجما من نجومها الفاعلين الاجتماعيين،... إنه الأخ والصديق الفقيد سي عبد العزيز أيت الموذن. إنها للحظات مؤثرة، إنها لوقفة جليلة، أن تجتمع الحشود في صلاة جنازة مشهودة، صلاة جنازة حولت ظهر السبت الأخير من شهر رمضان الأبرك إلى صلاة جمعة ، إذ حج المئات من محبي الفقيد إلى مسجد الغفران بحي المغرب العربي بأيت ملول ليشهدوا حفل توقيع شهادة الوفاء و الصلاح، للاعتراف للرجل بحق من حقوقه علينا، ولسان حالهم يردد قوله تعالى : " مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا " مسار حياة دعوي غني ، صدق شعور أخوي مشهود، أخلاق عالية رفيعة فياضة ، تواضع قل مثيله على وجه البسيطة، نصح وإرشاد وتوجيه لم يغب عن الفقيد حتى في لحظات الاحتضار، ليخلف وصية أبكت الكثيرين من مشيعي جنازته، وهو يحثهم على اغتنام ما بقي من حياتهم في العمل الصالح. فهنيئا لنا بوصيتك أخي عبد العزيز، وهنيئا لك الشهادات الرائعة التي استهلها إمام المسجد منوها بكم و شاهدا على إعماركم لبيوت الله عز وجل، ليصدق فيكم قوله تعالى : إنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِين.َ شهادات كثيرة أجمعت على أن الرجل لم يكن نكرة في هذه الحياة، ولم يكن رقما إضافيا، بل كان فاعلا ومؤثرا وإيجابيا في كل المحطات التي مر منها، وفي كل المحن التي تذوقها نصرة لمبادئه، و وفاء لمساره الذي اختاره لحياته، وإعلاء لكلمة الحق والعدل. إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا عبد العزيز لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي الله. فباسمي الخاص، وباسم إدارة موقع مدينة أيت ملول، وباسم الفاعلين الجمعويين بالمدينة، نتقدم إلى أسرتك الصغيرة والكبيرة ، و إلى محبيك ومعارفك، وإلى أعضاء و منخرطي جمعية الشروق، وإلى الحركة الإسلامية المغربية بأحر التعازي، داعين الله عز وجل أن يجعلك في أعلى عليين مع الذين أنعم عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا، ويلهمنا جميعا الصبر على فراقك، وإنا لله، وإنا إليه راجعون. bakh