[متابع في «الضمان الاجتماعي» يتم أطباء وصيادلة] همهمات وثرثرة لملء الصمت، ونظرات مركزة في عقارب الساعات، ووجوه متعبة، تقاسيمها تدل على سأم الانتظار. كان هذا هو المشهد الذي طغى على القاعة (7) بمحكمة الاستئناف بمدينة الدارالبيضاء. لكن سرعان ماسكنت الملامح وتقاسيم الوجوه ذاتها، حالة من الذهول والاستخفاف، مباشرة بعد أن تناهى إلى أسماعهم جملة دارجة .. «كان لي كيدوي كيرعف !».تواصلت ظهيرة أول أمس بغرفة الجنايات الابتدائية بالبيضاء، جلسات الاستماع للمتهمين في ملف «الضمان الاجتماعي» الذي يتابع فيه 25 متهما في حالة سراح، بجناية «المساهمة في تبديد أموال عمومية»، طبقا للفصلين 241 و128 من القانون الجنائي المغربي. واستهلت الجلسة بالاستماع إلى «ل . ب» (مراقب مالي بمصحات الصندوق 1980 – 1983)، الذي واجهته هيئة المحكمة بواقعة تقديم تسبيق لشركة في 1986، بينما الصفقة لم يتم إبرامها إلا في 1991، و بخلاصات تقرير تضمن ملاحظات حول انعدام العقلنة في الاستهلاك، وتأدية مبالغ مالية على أشغال لم يتم إنجازها، وتسيير سيء للمخزون، وغياب المراقبة الداخلية، وإتلاف كمية كبيرة من الأدوية .. «الناس كتموت والدوا كيتحرق !«، يعلق رئيس الهيئة، ليعقب المتهم بجواب بارد .. «عادي آسعادة الرئيس .. دوا انتهت مدة الصلاحية ديالو» .. القاضي : «واش ميكبانش ليك هذا راه تبديد للمال العام .. وشكون في نظرك المسؤول ؟!». جواب المتهم : «المسؤول في نظري هم .. الطبيب الرئيسي والصيدلي ورؤوساء المشتريات !». [Bookmark and Share]