[البحث عن شريك ثالث انحراف جنسي] أمل شباش* الشريك الثالث في العلاقة الجنسية من بين المواضيع الشائكة التي أصبحت تثير اهتمام الأخصائين النفسين الذين يصنفون هذا الموضوع ضمن الانحرافات الجنسية التي تشوب العلاقة بين طرفين، يحاول أحدهما البحث عن الإثارة والمتعة الجنسية بإقناع الطرف الآخر بما يتمناه ويسيطر عليه لإشراكه واستغلاله من أجل تحقيق هذه الأمنية. في ما يلي تقدم، أمل شباش، الاختصاصية في علم النفس والجنس مجموعة من الأسباب التي تدفع الكثير من الأشخاص إلى إقامة علاقة جنسية مع طرف ثالث خارج مؤسسة الزواج وانعكاس ذلك على حياة الزوجين. البحث عن شريك ثالث في العلاقة الجنسية هو نوع من الانحراف الجنسي حيث يبحث الشخص عن التنوع والإثارة الجنسية من أجل الخروج من الملل الذي يشوب العلاقة الجنسية، وعادة ما يكون أحد الطرفين هو الذي يقود الآخر ويغريه بالقيام بذلك؛ وغالبا ما يكون الرجل هو الذي يجر المرأة ويدفعها للموافقة على هذه الممارسة كأن يقنعها بعدم رغبته في خيانتها، وأنه يريد أن يستمتع وإياها بهذه الممارسة وأنه يفكر بحرية في إطار الجنس وبكونه شخصا متحررا. أقول هذا لأن الرجل يكون ذكيا في إقناع شريكته بأفكار غير منطقية من أجل تحقيق هدفه والسيطرة على نفسية الشريكة وعواطفها، ويستعملها من أجل الوصول إلى علاقة تسعدهما أكثر من العلاقة الطبيعية، والرجل الذي يدخل زوجته في مثل هذه العلاقات لا يحترمها ولا يحترم أنوثتها. المرأة تضطر للقبول بمثل هذا الوضع لأنها لا تريد أن تخسر زوجها، لأنه يسيطر على مشاعرها وأحاسيسها من أجل استعمالها في تحقيق أغراضه ومتمنياته ورغباته الجنسية، ويساومها من أجل إجبارها على الموافقة على الدخول معه في هذه التجربة التي يكون فيها شخص ثالث يشاركهما الممارسة الجنسية، وهذا الإقناع والمساومة يكونان بمثابة غسيل لدماغ الزوجة التي توافق على الأمر وتخضع لرغبات زوجها في نهاية المطاف. هذه الممارسات التي بدأت تنتشر في المجتمع المغربي بشكل ملفت للانتباه تنعكس سلبيا على العلاقات الاجتماعية لأنها تتنافي مع مفهوم الزواج وقيمه، وتؤدي إلى فقدان الاحترام بين الزوجين، واحترام الآخر، بالرغم من كون الزوج لا يقدم الأمر لزوجته على أنه انحراف جنسي، وإنما يبذل قصارى جهده وبطريقة ذكية جدا من أجل إقناعها بأن هذه الممارسات ستقرب بينهما أكثر من السابق، وأن هدفه هو الحفاظ على حبهما وعدم خيانتها؛ لكن من الضروري معرفة أن الشخص كلما سار في هذا الطريق وشعر بالمتعة الجنسية كلما طلب الأكثر، فيبدأ الأمر بشريك واحد ثم بشريكين ثم ثلاث وهكذا. هذا الأمر يعتبر خللا في العلاقة الزوجية والجنسية، لذلك يجب على الزوجين أن يعملا على أن يكون هناك نوع من التوازن في العلاقة الجنسية، وأن يكون بينهما نوع من التواصل في المشاعر والأحاسيس أولا، ثم في الجنس أخيرا، لأن التواصل في الأحاسيس يمنع وقوع هذه الأمور التي تدخل في الانحرافات الجنسية. *اختصاصية في علم النفس والجنس إعداد مجيدة أبوالخيرات [Bookmark and Share]