عرفت مدينة مكناس مؤخرا لقاء وطنيا جمع تسع مدن مغربية، مكناس، فاس، سلا، الرباط، الدارالبيضاء، تطوان، شفشاون، الصويرة،تيزنيت. وذلك في إطار” برنامج كومون” الذي تسهر عليه الوكالة التقنية الألمانية بتنسيق مع الكتابة العامة لوزارة السكنى والتعمير وسياسة المدينة. و في هدا اللقاء قدمت كل مدينة، تجربتها فيما يخص ترميم وصيانة النسيج العمراني العتيق. هكذا سلطت المهندسة نزهة بلكورة، بمؤسسة العمران مكناس، الضوء على برنامج التأهيل الحضري الذي تسهر عليه الوزارة الوصية والسلطة المحلية والجماعة الحضرية، حيث وصلت تكلفته إلى 180 مليون درهم، شملت عددا من المآثر التاريخية نذكر منها، هري سواني، باب بطيوي،باب لحجر،خزان مولاي إسماعيل، تأهيل الأكاديمية العسكرية،باب رحا، باب عمر، هري المنصور، باب كناوة، المدرسة البوعنانية،، صيانة وترميم قبة السفراء، سور ساحة لهديم، ترميم وصيانة سوار باب لخميس، ترميم أسوار السرك، البحراوية، باب بلقاري،فضاء المشور،مداخل ثلث الفحول،باب بردعين،سور باب تيزيمي صغيرة. باب نورة، اب المنصور، مركز سوق الصباط ،النجارين ،باب زعير ،باب الفيلا، برج للا عودة، درب الشرفة، كما شملت عمليات ترميم وصيانة المنازل الآيلة للسقوط. تقول المهندسة” لقد ساهمت الجمعيات المحلية بشكل كبير في إنجاح برنامج التأهيل الحضري، لأنها اكتشفت أن البرنامج يهم تحسين الوضع المعيشي لسكان المدينة العتيقة، ويعيد الحياة إلى وسطهم الحضري “. وكشفت مداخلة نبيل الرحموني أستاذ مهندس بالمدرسة الوطنية للمهندسين، أن مدينة سلا رغم الإمكانيات المالية، التي توفرت لها، إلا أنها لم تستطع أن تبلور برنامج عمل لترميم وتأهيل النسيج العمراني العتيق، رغم الحماس الذي أظهره أغلب الفاعلين بمدينة سلا. وأرجع ذلك إلى غياب إستراتيجية واضحة للعمل، وانعدام التنسيق بين المتدخلين. و أضاف أن ما يجري الآن من مشاريع على مستوى أبي رقراق يضر بشكل كبير أسوار المدينة العتيقة. في حين كشف فاعلون انتخابيون من تزنيت، تطوان و شفشاون، أن المدن العتيقة الكبيرة بالدارالبيضاءوفاس تحتكر عناية المركز، و تلقى الدعم المادي الكافي، عكس مدن صغيرة كشفشاون، تبقى مقصية من أي التفاتة أو عناية، رغ ما لهذه المدن تضيف المداخلات من دور في تاريخ المغرب، وأهميتها السياحية والاقتصادية. ولم يفت عبد الرحمان الشرفي، مهندس،خبير، الإشارة إلى أن النسيج العمراني العتيق يمكن إعادة وظائفه التاريخية، كإحياء بعض الصناعات التقليدية غير الموجودة في مدن أخرى. وأكد أن” العاصمة الإسماعيلية تمتاز بأنماط فنية وثقافية متنوعة كحمادشة، عيساوة، جيلالة، يمكن استثمارها في تنظيم مهرجانات فنية ثقافية دولية هامة على شاكلة الموسيقى الروحانية بفاس”. ولقد خرج اليومان الدراسيان بتوصيات هامة، تم من خلالها إنشاء شبكة من المدن المشاركة، هدفها الأساسي الحفاظ على النسيج العمراني العتيق وتثمينه وإعادة إحياء وظائفه، فهو يشكل حسب التوصيات، الهوية الثقافية والبعد الحضاري للمملكة المغربية. و في الأخير، عبرت جميع المدن المشاركة عن استعدادها لاحتضان اللقاءات المقبلة للبحث عن مقاربات جديدة لتأهيل النسيج الحضري العتيق.