لازال شهر ماي لم يقفل أيامه كاملة. المركزيات النقابية في المغربية خرجت في اول ماي وفي نهايته أيضا. في عيد العمال اكتفت النقابات باحتفال عمالي ويوم أمس كانت المركزيات النقابية المعارضة لحكومة عبد الاله بنكيران متواجدة في الشارع أيضا. بين أول ماي ويوم أمس لا زالت النقابات تعلي صوتها بمطلب واحد هو تحريك مقتضيات اتفاق 26 ابريل الذي وقعته الحكومة السابقة مع المركزيات النقابية في جولات الحوار الاجتماعي، والتزمت حكومة عبد الإله بنكيران بالمضي فيه. رئيس الحكومة في الواقع استبق تنظيم المسيرة بأربع وعشرين ساعة وعلق على الدعوة لتنظيمها متهكما “ياك ما فاتح ماي جا بسرعة”. بين التهكم والتعليق المازح مسافات فاصلة. عبد الاله بنيكران رئيس الحكومة والأمين العام لم يجد في افتتاحه لاشغال الملتقى الوطني للكتاب المجاليين لحزب العدالة والتنمية الذي دامت اشغاله طيلة اليومين الماضيين بمدينة بوزنيقة سوى تعليق واحد على المسيرة النقابية التي دعت لتنمظيها الكنفيدارلية الديمقراطية للشغل والفيدرالية الديمقراطية للشغل غير عبارة واحدة قالها بالدارجة ” ياك ما يسحاب ليهم أن العام داز بسرعة، وحل فاتح ماي”. في الوقت الذي اكتفى فيه الموقع الرسمي للحزب الذي يقود الحكومة اكتفى بالقول ان بنيكران بكلامه السابق” استغرب مازحا من إعلان بعض النقابات الخروج في مسيرة يوم الاحد”. والظاهر أن تعليق عبد الإله بنيكران على تنظيم المسيرة ستجر عليه سخط النقابيين والسياسيين على حد سواء. بنكيران تناسى أن مطلب المسيرة تقاسمته مع النقابات احزاب اليسار التي تضم “اليسار الإشتراكي الموحد، النهج الديمقراطي، الطليعة والمؤتمر الإتحادي” وكذالك حركة 20 فبراير والجمعية الوطنية للمعطلين بالمغرب وفعاليات حقوقية ومدنية. لا يظهر أن مطلب التفنيذ الفوري لمقتضيات اتفاق 26 ابريل الموقع في السنة الماضية سيظل قاصرا على تحركات المركزيات النقابية، الأحزاب السياسية المتواجدة في صف المعارضة دخلت على الخط. حزب الأصالة والمعاصرة طالب الحكومة تزامنا مع تنظيم مسيرة “الكرامة أولا” إلى “التنفيذ الفوري لمقتضيات اتفاق 26 أبريل 2011 خاصة ما يتعلق باحترام الحريات النقابية وإلغاء الفصل 288 من القانون الجنائي”. البام” طالب في بلاغ صادر عن مكتبه السياسي الحكومة بفض نزاعات الشغل الجماعية التي عمرت طويلا في عدد من القطاعات. نفس بلاغ الحزب طالب الحكومة ب”الجلوس حول طاولة المفاوضات الجدية مع الفرقاء الاجتماعيين في أفق مأسسة الحوار الاجتماعي كآلية دائمة ومنتظمة لمعالجة الملفات الاجتماعية” محمد دعيدعة احد قياديي الفيدارلية الديمقراطية للشغل إحدى المركزيات النقابية الداعية لتنظيم مسيرة الدارالبيضاء ليوم امس علق على كلام رئيس الحكومة قائلا “كان على رئيس الحكومة أن يحضر مسيرة اليوم، ليشهد الميلاد الجديد للنضال النقابي، اقول لبنكيران إن المسرح انتهى”. ويظهر أن الاسبوع القادم سيكون بطعم الغضب من حكومة عبد الإله بنكيران، سينتظر الكل أن تخرج النقابات المعنية بالمسيرة التي نظمت في الدارالبيضاء بموقف من عبارات رئيس الحكومة، وحتما ستكون مناسبة حضور رئيس الحكومة لمقر مجلس المستشارين في اطار المساءلة الشهرية لرئيس الحكومة داخل المؤسسة التشريعية، فرصة قوية لمستشاري المركزيات النقابية للرد على عبارات رئيس الحكومة. الجيلالي بنحليمة.