القلق يستبد بالاستقلاليين حول مؤتمرهم القادم. فعلى بعد أكثر من شهر بقليل عن موعده، المحدد نهاية الشهر القادم، تسير وتيرة الاستعدادات بشكل بطيء على عدة مستويات، مما يدفع إلى طرح عدة نقاط استفهام لدى مناضلي عميد الأحزاب الوطنية، المتوجسين على مصير النسخة السادسة عشرة للمؤتمر. « الأمور واقفة ولاشئ غير الصمت المطبق » يستغرب مصدر استقلالي مضطلع، متسائلا في اتصال مع «الأحداث المغربية» إن كان ذلك طبيعيا أم هو الهدوء الذي يسبق العاصفة، في إشارة إلى الصراعات الخفية ، التي تتجاذب المحسوبين على هذا القيادي أوذاك من اللذين يعتزمون ترشيح أنفسهم لقيادة سفينة الحزب خلال الولاية القادمة. صحيح أن الاستقلال حزب عريق وتقليدي وهذه الأمور قد تبدو عادة بالنسبة إليه، وسبق أن تجاوزه مثلها في السابق، لكن إلى هذ الحد، فالأمور تقترب من الخطورة ويؤشر على أن هناك شئ ليس على مايرام، يستخلص المصدر مستدلا على ذلك بعدم انعقاد أي من المؤتمرات الجهوية حتى الآن، في الوقت الذي لم تتقدم أى من اللجان الأربعة عشر أوراقها للجنة التحضيرية بعد. «فهل نحن سائرون إلى عقد مؤتمر بأي ثمن؟»، يتسائل مرة أخرى نفس المصدر، معتبرا أن الوضع خطير، وأن الجرة لن تسلم كما في السابق، بالنظر إلى اختلاف السياق، ذلك أن الواقع الجديد وطنيا وإقليما، على حد قوله، حمل خلال السنتين الأخيرتين معطيات جديدة، تمثل منعطفا حاسما، وتتطلب قرائة جديدة تقوم على تحيين مرجعية الحزب لتأمين مرور سفينته إلى بر الأمان. «ذلك لن يعني بالضرورة تغيير جلد الحزب » يستدرك المصطلع على شؤون الحزب، في إشارة إلى أن هذا الأخير، يجر ورائه ثمانية عقود من العمل السياسي، ومن من الطبيعي، هيمنة القوى المحافظة التي ترفض الانفتاح على آفاق أخرى، لكن رغم ذلك فإن الأمين العام الذي سيأخذ مكان عباس الفاسي، شاء أم كره، سيجد نفسه مجبرا على مجاراة المتغيرات وذلك رغم أنف المعارضين، يختتم المصدر الاستقلالي.