الفرنسيون ينتشون بانتصار المرشح الإشتراكي فرانسوا هولاندا في الاقتراع الرئاسي ليوم الأحد المنصرم، لذلك قرر سعد الدين العثماني وزير الخارجية والتعاون مشاركتهم فرحتهم بعد تبادل التهاني. تلك أيضا فرصة لجس نبض التوجهات الدبلوماسية لقادة قصر «الإليزيه» الجدد حول مستقبل العلاقات السياسية والاقتصادية مع المغرب وموقفه من قضيته الترابية. لم يشأ سعد الدين العثماني الإنتظار إلى حين ممارسة الرئيس الجديد «هولاند» رسميا صلاحياته في 15 ماي الجاري، بل فضل السفر على عجل إلى باريس للقاء المسؤولين الجدد بقصر الإليزيه بعد أن يغادره فريق الرئيس السباق نيكولا ساركوزي. «تلك مبادرة تعتبر الأولى من نوعها لعضو حكومة أجنبية للاتصال بالرئيس المنتخب لتهنئة أصدقائنا الفرنسيين على النصر الذي حققوه وإقامة اتصالات أولية بهدف مواصلة العمل لتعزيز العلاقات العريقة المتينة والمتميزة القائمة بين البلدين» كما صرح بذلك سعد الدين العثماني لوكالة المغرب للأنباء. سعد الدين العثماني التقى أول أمس الأربعاء مع «بيير موسكوفيسي» مسؤول فريق الانتقال الرئاسي الذي أحدثه الرئيس الفرنسي الجديد. ووقف، كما صرح بذلك لوكالة المغرب للأنباء، على مدى استعداد فريق الإدارة المقبل في فرنسا «لمواصلة نفس المقاربة بخصوص القضايا الحيوية للمغرب، وعلى الخصوص تلك المتعلقة بالصحراء والعلاقات الاقتصادية والاستثمارات في المغرب». مباشرة بعد اللقاء، بدا الإرتياح في تصريحات رئيس الدبلوماسية المغربية، وقال لوكالة المغرب الأنباء إن «التحول السياسي في فرنسا لن يغير من موقف باريس بشأن القضايا الحيوية بالنسبة للمغرب خصوصا ملف الصحراء». مضيفا أن «الفريق الذي سيولى إدارة فرنسا مستقبلا سيواصل نفس النهج بخصوص القضايا الحيوية للمغرب خاصة تلك الخاصة بالصحراء والعلاقات الاقتصادية والاستثمارات في المغرب». وذكر بالموقف الإيجابي للاشتراكيين الفرنسيين من مخطط الحكم الذاتي ودعمهم لمسلسل التسوية السياسية للنزاع تحت رعاية الأممالمتحدة. «بيير موسكوفيسي» مسؤول فريق الانتقال الرئاسي، أدرك التزامات فرنسا تجاه المغرب اللذين تربطهما «شراكة نموذجية وصداقة متينة»، لذلك جدد بدوره عقب لقائه بسعد الدين العثماني «تشبث الحزب الاشتراكي بتعزيز العلاقة الخاصة مع المغرب وتقوية الروابط بين مختلف الفاعلين على المستوى السياسي والاقتصادي والمجتمع المدني». وأكد «الرغبة في العمل مع المغرب بطريقة مشتركة وخاصة على مستوى القضايا الإقليمية التي هي قضايا جد أساسية». قبل أن يفوز الإشتراكيون برئاسة فرنسا، انتقلت «مارتين أوبري» الكاتبة الأولى للحزب إلى المغرب، حينها أكدت ومرشح حزبها في عز حملته الإنتخابية أن «حزبها يدعم مقترح المغربي باعتباره أرضية «جادة» لتسوية النزاع حول الصحراء». ذلك الموقف وغيره هو «ما سعى العثماني للتعرف على مدى حرص الرئيس المنتخب والحكومة التي سيشكلها على الحفاظ على العلاقات الثنائية وتطويرها بشكل أفضل». إعداد: أوسي موح لحسن