يوما عن يوم تتكشف حقائق جديدة حول موضوع إقدام رئيس الأركان الجزائري شنقريحة، على إقالة الجنرال محمد قايدي رئيس المخابرات الحربية الجزائرية ورئيس دائرة الاستعلام والأمن من منصبه. مصادر إعلامية جزائرية، والتي كانت قد كشفت أن الإقالة مرتبطة بصراع الأحلاف داخل المؤسسة العسكرية، واتهام الجنرال المقال بالوقوف وراء عملية تسريب كبيرة لوثائق ورسائل سرية تتعلق بوزارة الدفاع وإطلاع جهات أجنبية و المقصود هنا فرنسا وأمريكا، عادت لتكشف حقائق خطيرة من تلك الوثائق. الوثيقة الجديدة المعلنة تكشف قيام جماعة مسلحة مجهولة في منطقة قرب الحدود مع دولة مالي، يوم 24 أكتوبر 2021، بالهجوم على فصيل عسكري جزائري يتكون من 30 جندي عسكري يقودهم الملازم الأول (ر.م)، والذي أسفر عن مقتل 13 جندي فيما 4 جنود تعرضوا لجروح بالغة و 10 جنود تعرضوا لجروح طفيفة. وتضيف الوثيقة أن قائد الفصيل ومعه جندين استطاعوا الهروب من الكمين ووصول إلى أقرب نقطة مراقبة للناحية العسكرية السادسة، حيث يكشف هذا الحادث توغل ميلشيات جزائرية في صحراء مالي، وربطت ذلك بالغضب الفرنسي، والذي لم يجد معه شنقريحة، إلا منع تبون من التواصل مع طلبات ماكرون للتوضيح. واستنادا لطات المصادر، فإن الاهتزازات الارتجاجية للحادث الذي وقع على حدود دولة مالي، وصلت لقصر الإيليزي وهذا ما حاول إخفائه الجنرال شنقريحة الحاكم الفعلي للجزائر، ولهذا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حاول من بداية الأسبوع الاتصال هاتفيا بالرئيس عبد المجيد تبون (هذا ما كشفت عنه صحيفة "l'opinion" الفرنسية) للاستفسار عن هذا الحادث لكن الجنرال شنقريحة أمر تبون بأن لا يرد على ماكرون، لأنه يعرف أن الرئيس الفرنسي يتصل لتوبيخ الرئيس تبون ومعه الجنرالات لمحاولتهم العبث في أحد الحدائق الخلفية لفرنسا. وأضافت المصادر أنه وبسبب هذه الواقعة هناك اجتماعات سرية مغلقة متتالية بين كبار الجنرالات تمهيدا لاشياء كثيرة، ربما قد تشكف عنها وثائق أخرى. وكانت وسائل إعلام تابعة للجنرالات قد أعلنت في وقت سابق أنه تم اعتقال جاسوس يشتغل في منصب حساس متهم بأنه سرب وثائق ورسائل سرية إلى جهات أجنبية وتحدثت تلك الوثائق المسرَّبة عن عمليات سرية للجيش الجزائري وسوء إدارة النواحي العسكرية وصراعات داخلية بين كبار الجنرالات داخل وزارة الدفاع. وجاء الإعلان عن موضوع الوثائق المسربة بعد يوم من إقالة الجنرال محمد قايدي رئيس المخابرات الحربية الجزائرية ورئيس دائرة الاستعلام والأمن والتحضير لأركان الجيش الوطني الشعبي من قبل الجنرال شنقريحة. وقالت التقارير الإعلامية أن السبب وراء إقالة الجنرال قايدي هو "فشله بالقيام بأساسيات عمله" إلا أن تقارير الاستخباراتية تحدثت عن احتمال ضلوعه في مسألة تسريب تلك الوثائق وليس كما روج بعض الإعلاميين المحسوبين على مركز عبلة حول شجار مع رئيس الأركان شنقريحة على مسرحية قصف الشاحنات من طرف الطيران المغربي.