تدور أحداث مسلسل "سوق الدلالة" الذي تبثه القناة الثانية من إخراج جميلة البرجي بنعيسى وقصة وسيناريو وحوار أحمد بوعروة وجميلة البرجي في إطار درامي اجتماعي بنكهة رومانسية و لمسة بوليسية ، حول مجموعة من الشخصيات ، يجمعها فضاء سوق الدلالة ، بحي الأحباس العريق . حيث تعيش "أمل" ، التي تنقلب حياتها رأساً على عقب بعد حادثة سير مميتة تودي بحياة أمّها "هنيّة" ، لتصبح هي وأختها "حياة" بلا معيل ، الشيء الذي يجعلها تتخلى عن دراستها و تضطر للخروج للعمل في سوق الدلالة مكان أمها ، لكنها ستصطدم بواقع لم تتوقعه ، فأغلب من بمحيطها هم ذئاب مستعدة للانقضاض عليها .. كما تتخلل الحكاية الرئيسية حكايات أخرى منبثقة من واقع سوق الدلالة .. صراعات بين "حميد الدباغ" و زوجته "زينب التبّاع" ، "عبد الكريم" و "السعدية" .. وسط هذه الأحداث التي تنقسم بين معسكر الخير و معسكر الشر ، نعيش قصة رومانسية بين "يوسف الدلالي" و "أمل النوري" ، بتوابل الغيرة و إثبات الذات و التضحية . ف"يوسف" سيبقى ذلك البطل الشهم الذي سيقف إلى جانبها و يساندها في كل محطات نجاحها .. كما يتخلل الحكاية تشويق يخلقه الخيط البوليسي الذي يتبع خيوط التحقيق في مجموعة من الجرائم التي تدور في سوق الدلالة منها مقتل هنية و تزوير التحف ، إذ ستتقاطع الاتهامات و الشكوك في عدة شخصيات .. حكاية رئيسية تلتف حولها قصص متنوعة ومتشابكة منذ الحلقة الأولى ، يجد المتتبع نفسه أمام قصة جذابة و وازنة ، بالموازاة مع الحكاية الرئيسية ، تتفرع حكايات ثانوية لتخلق قصصا متشعبة ذات صلة وثيقة بتفاصيل و جزئيات متعلقة بالإطار الزمني الذي تدور فيه القصة الرئيسية التي تم الاشتغال عليها في إطار سيناريو تدور أحداثه في سوق الدلالة بحي الأحباس صراعات اجتماعية ، أسرية وتجارية مختلفة تدور بين شخصيات المسلسل .. قصص متشعبة جمعت بين المال و السلطة ، داخل سوق الدلالة بحي الأحباس بأقواسه و مقاهيه و محلاّته التي يعتبر كل منها شخصا من شخوص القصة ، فكل قوس له حكاية يحكيها من خلال شخصيات المسلسل .. الحبكة الدرامية ل"سوق الدلالة" هي في الحقيقة حبكات متعددة بتعدد الأحداث ، وقوة المسلسل أيضا هي الكتابة، فأحداث هذا العمل المنبثق من الثرات تتوالى بسرعة لدرجة أنها لا تترك للمشاهد فرصة لالتقاط أنفاسه. كما أن الأحداث يتم تقديمها بجرعات فتزداد تطورا وتعقيدا وتشابكا مع توالي الحلقات .. ليس هذا فقط فذلك التطور والتعقيد تتخللهما مفاجآت و انزياحات وتطورات جديدة غير متوقعة، ما يجعلك تتشبث بالمسلسل . سيناريو متميز إضافة لجمالية القصة والأحداث .. نجد السيناريو ككل باعتباره تقنية تنظم الأحداث والقصص وتشكلها بشكل مرتب ومحكم حتى تحقق التأثير اللازم على المشاهد وتجعله يعيش في حالة من الانتعاش والانصهار والذوبان في الشخصيات، وما يحاك ضدها وبها ومعها .. فمن خلال الحلقة الأولى للمسلسل ، تبيّن أن الاشتغال على السيناريو لم يكن بالأمر السهل ، إذ أن طريقة كتابة الأحداث وترابطها وكيفية تنظيمها وترتيب تشابكها والحفاظ على توازنها، تعكس مدى قوة السيناريو، خاصة أنه كلما تابعت مشهداً ما وأثارك حدث إلا وبرز حدث آخر يطير بك في عوالم أخرى، دون أن يجعلك تبتعد عن روح القصة الرئيسية ، ناهيك عن المشهد الأخير المشوق ، مشهد حادثة سير شخصية "هنية" ..