كانت تطير من الفرح بعدما لم يعد يفصلها عن مدينة « إشبيلية» الإسبانية حيث تقيم إلا أقل من ساعتين وتأشيرة توضع على جواز سفرها من قبل شرطة الحدود المغربية، لتنهي مهمتها على أحسن وجه. في الوقت الذي كانت فيه « مارغاريت» الشابة المالية تعد الدقائق والثواني في انتظار دورها للمثول أمام موظف الجمارك، كل شيء بدا عاديا في مطار محمد الخامس الدولي بالدارالبيضاء، الهدوء يعم المكان إلا من رنات الهواتف وإعلانات المذيعات وهن ينبهن المسافرين المغادرين في اتجاه مختلف العواصم العالمية بحلول أوقات المغادرة، وبضرورة الإسراع في إتمام إجراءات الشرطة والجمارك . الساعة الثانية وعشرون دقيقة بعد الزوال أعلنت المذيعة أن وقت إقلاع الطائرة التابعة لشركة الخطوط الجوية السينغالية المتجهة من الدارالبيضاء في اتجاه العاصمة الإسبانية مدريد ستقلع في تمام الثالثة والنصف بعد الزوال، وبالتالي ماعلى المسافرين المغادرين على متنها سوى الإسراع في إنهاء إجراءات المغادرة. تقدمت «مارغاريت» المنحدرة من «باماكو» العاصمة المالية والمقيمة في مدينة «إشبيلية» الإسبانية، وانضمت إلى طابور المغادرين على متن الرحلة لتسريع إجراءات مغادرتها. عنصران من مفتشي الأمن العاملين بالمطار لاحظا وبالخبرة التي راكماها الارتباك الذي كان يتبدى على الشابة المالية والتلعثم الظاهر عليها وهي تجيب عن بعض الأسئلة الروتينية من قبل الموظفة الشابة التابعة لمكتب الخطوط الجوية. تبادل مسؤولا الأمن مع رؤسائهما شكوكهما وتلقيا إشارة بضرورة إبقائها تحت المراقبة حتى تستكمل إجراءات سفرها. لحظة تقدمت «مارغاريت» إلى التفتيش الجمركي امتدت أيادي أعوان «الديوانة» تقلب في أمتعتها، لحظتها اصفر وجهها، وجف ريقها وتجمدت أوصالها وأدركت أن نهايتها حلت لامحالة. أظهر التفتيش السريع أن حاجيات «مارغاريت» تحتوي على حوالي34 كبسولة من مخدر الكوكايين تزن 600 غرام. في قاعة التحقيق بالمطار وبضع أسئلة كانت كافية لتعض الشابة المالية على شفتيها وتعيد سيناريو السقوط في أول عملية تهريب للمخدرات، ولهدف واحد وهوتوفير أموال بعد معاناتها لشهور من البطالة التي تضرب إسبانيا. في التحقيق الذي خضعت له «مارغاريت» البالغة من العمر 24 سنة والعاطلة عن العمل كمربية في البيوت، اعترفت بتعرفها في إسبانيا على مواطن كونغولي، وبعدما أخبرته أنها تعاني من ضائقة مالية اقترح عليها الانخراط في شبكة لتهريب الكوكايين مقابل2500أورو عن كل حمولة توصلها من مالي إلى إسبانيا. بعد موافقتها أعطاها رقم هاتف أحد عناصر الشبكة وهو من جنسية كاميرونية، الذي أخضعها لتدريب على كيفية تمويه شرطة المطارات