كادت تطير فرحا بعدما لم يعد يفصلها عن مدينة «قادس» الاسبانية حيث تقيم إلا أقل من ساعتين وتأشيرة توضع على جواز سفرها من قبل شرطة الحدود المغربية لتنهي مهمتها على أحسن وجه.في الوقت الذي كانت فيه «إليوت» الشابة المالية تعد الدقائق والثواني في انتظار دورها للمثول أمام موظف الجمارك. كل شيء عاديا في مطار محمد الخامس الدولي بالدارالبيضاء. الهدوء يعم المكان إلا من رنات الهواتف النقالة وشقاوة بعض الأطفال وإعلانات المذيعات وهن ينبهن المسافرين المغادرين في اتجاه مختلف العواصم العالمية بحلول أوقات المغادرة، وبضرورة الإسراع في إتمام إجراءات الشرطة الجمارك . الساعة الواحدة وخمسة دقائق أعلنت المذيعة أن وقت إقلاع الطائرة التابعة لشركة الخطوط الجوية السينغالية المتجهة من الدارالبيضاء في اتجاه العاصمة الاسبانية مدريد ستقلع في تمام الساعة الثانية وخمس دقائق وبالتالي ماعلى المسافرين المغادرين على متنها سوى الإسراع في إنهاء إجراءات المغادرة تقدمت إليوت المنحدرة من «باماكو» العاصمة المالية والمقيمة في مدينة «قادس» الاسبانية وانظمت إلى طابور المغادرين على متن الرحلة لتسريع إجراءات مغادرتها. عنصران من مفتشي الأمن العاملين بالمطار لاحظا وبالخبرة التي راكماها الإرتباك الذي كانت عليه الشابة المالية والتلعثم الظاهر عليها وهي تجيب على بعض الأسئلة الروتينية من قبل الموظفة الشابة التابعة لمكتب الخطوط الجوية. تبادل مسؤولا الأمن مع رؤسائهما شكوكهما وتلقيا إشارة بضرورة إبقائها تحت المراقبة حتى تستكمل إجراءات سفرها. لحظة تقدم «إليوت» إلىالتفتيش الجمركي أخبرت أن عليها الخضوع للعرض على جهاز السكانير. تغير لون وجهها وجف ريقها وتجمدت أوصالها وأدركت أن نهايتها حلت لامحالة. أظهر الفحص السريع الذي أخضعت له في المطار أن أجساما غريبة تظهر في مؤخرتها مما دفع بعرضها على طبيب مصحة المطار الذي أخرج ما في أحشائها، وكان عبارة عن 30 كبسولة من مخدر الكوكايين تزن 600 غرام بين لحظة وأخرى وفي قاعة التحقيق بالمطار ودقائق طويلة من الأسئلة كانت كافية لتعض الشابة المالية على شفتيها وتعيد سيناريو السقوط في أول عملية تهريب للمخدرات في دبرها ولهدف واحد توفير أموال بعد معاناة لشهورمن البطالة التي تضرب اسبانيا. في التحقيق الذي خضعت له «إليوت» البالغة من العمر 28 سنة والعاطلة عن العمل كنادلة في أحد مطاعم مدينة قادس إعترفت بتعرفها في اسبانيا على مواطن ليبيري وبعدما أخبرته أنها تعاني من ضائقة مالية اقترح عليها الإنخراط في شبكة لتهريب الكوكايين مقابل2500أورو عن كل حمولة توصلها من مالي إلى إسبانيا. بعد موافقتها أعطاها رقم هاتف أحد عناصر الشبكة وهو من جنسية ليبيرية كذلك الذي أخضعها لتدريب على كيفية إدخال كبسولات الكوكايين عبر دبرها لإستغفال شرطة المطارات مصادر أمنية أفادتنا أن المحاولات الناجحة لتهريب الكوكايين عبر المطار تراجعت شهرا بعد آخر رغم أنه لايمر يوم في مطار محمد الخامس دون تسجيل محاولات للتهريب، لكن بسبب الخبرة التي راكمتها عناصر أمن حدود المطار والجمارك والتقنيات المستعملة يتم الغالب إجهاض محاولات لتهريب المخدرات وخاصة الكوكايين عبر المطار يتم خلالها حجز كميات متفاوتة تكون في الغالب مخبأة بإتقان في أماكن مختلفة من أجساد المهربين رجالا ونساءا والذين وبعد تشديد المراقبة والتفتيش اليدوي أصبحت المحاولات يتم تمريرها مخبأة في باروكات الشعر أو حفاظات أطفال رضع أو عبر بلع كبسولات محشوة بالكوكايين أو إدخالها عبر الدبر. تحت ضغط الحاجة حاولت الشابة «إليوت» تهريب كوكايين في دبرها لتوفير سيولة مالية هي في أمس الحاجة إليها لكنها نست أو تناست أن «ألف تخميمة وتخميمة ولاضربة بمقص»