ahdath.info تجسد ورشة الطبخ والحلويات التابعة لتعاونية "الذوق الرفيع" باليوسفية، مشروعا مندمجا من بين المشاريع الأكثر نجاحا، ضمن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على الصعيد الإقليمي، على اعتبار أنها تساهم بشكل واسع، في النهوض بالتشغيل الذاتي للنساء. ويساهم هذا المشروع، المندرج في إطار البرنامج الثالث من المبادرة: "تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب"، لاسيما في شقه المتعلق بدعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، بشكل كبير، في تمكين النساء على المستوى الاقتصادي، وتحسين ظروفهن الاجتماعية والاقتصادية وكذا تمكينهن من تحقيق دخل يومي. وتكمن أهمية هذا المشروع، وهو ثمرة شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وتعاونية "الذوق الرفيع" ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط عبر "آكت فور كومينتي"، في كونه فضاء مواتيا لضمان نقل خبرة عريقة للشباب الصاعد، من قبل نساء اكتسبن، على امتداد السنوات، تجربة كبيرة في صنع الحلويات والطبخ التقليدي المغربي، مساهمات بذلك في استمرارية تقاليد فنون الطبخ، كجزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية. وكلف تمويل المشروع مبلغا إجماليا يصل إلى 160 ألف درهم، بين كل من المبادرة (140 ألف درهم)، ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط عبر "آكت فور كومينتي" وتعاونية "الذوق الرفيع" (20 ألف درهم). ويتجلى داخل فضاء العمل بالورشة مدى التزام وانضباط النساء المستفيدات، وذلك في احترام تام للتدابير الاحترازية المعمول بها لمكافحة انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19). وبنفس العزم لمكافحة الوباء، تعبأت النساء العاملات بالورشة للوفاء بالتزاماتهن في مجال توصيل طلبيات الحلويات المغربية التي تلقينها قبل عيد الاضحى، في الوقت المحدد، معتمدات في ذلك على دفتر مواعيد منظم وزبناء أوفياء وجدوا في تعاونية "الذوق الرفيع" ضالتهم لاقتناء الحلويات. وبالمناسبة، توقفت رئيسة تعاونية "الذوق الرفيع"، السيدة فاطمة لغليظ، عند الدور الهام للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تحسين الظروف السوسيو-اقتصادية للنساء المنحدرات من الأوساط المحرومة، من قبيل هذه الورشة المختصة في الحلويات والطبخ المغربيين. وعبرت السيدة لغليظ، في تصريح للقناة الإخبارية (M24)، عن يقينها إزاء مستقبل هذا المشروع، معربة عن امتنانها لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على العناية التي ما فتئ يحيط بها المرأة المغربية. وسجلت أن المبادرة منحت نفسا جديدا عبر تمكين المرأة من العمل في ظروف جيدة، واستشراف المستقبل بعزم وتفاؤل كبير، مذكرة بأن العمل داخل الورشة يتم في احترام للتدابير الوقائية، عبر تقليص عدد العاملات لتفادي الاختلاط والارتداء الإجباري للكمامات والتباعد الجسدي والتنظيف المستمر لليدين. ويهم البرنامج الثالث من المبادرة، القائم على "تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب"، مواكبة الشباب المقاول وحاملي المشاريع، والمساهمة في تطوير إدماج الشباب في سوق الشغل وتعزيز حظوظهم عبر ملاءمة مؤهلاتهم وتطوير مهاراتهم الفنية، بالإضافة إلى دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني ووضع إطار مؤسساتي يشجع على التنسيق بين مختلف المتدخلين في مجال الإدماج السوسيو-اقتصادي للشباب.