منذ عام فقط، كانت أكبر شركة ناشئة من ناحية القيمة في العالم، "بايت دانس"، تسحق من كلِّ جانب، حكومة الرئيس الأمريكي السابق ترمب التي أرادت من الشركة الصينية، التي تمتلك منصة مشاركة الفيديو المنتشرة في كلِّ مكان "تيك توك"، التخلُّص من الأصول، في حين كانت بكين تتخذ إجراءات صارمة ضد شركات التكنولوجيا، وأدرجت الهند بعض تطبيقات الشركة للتواصل الاجتماعي في القائمة السوداء. وبرغم كل العقبات، واصلت "بايت دانس" النمو، والآن يعدُّ مؤسسها البالغ من العمر 38 عاماً، تشانغ يمينغ، من بين أغنى أغنياء العالم، وهو امتياز أصبح يحمل مخاطر متزايدة في الصين. وتتداول أسهم الشركة في السوق الخاصة بتقييم يزيد على 250 مليار دولار، وفقاً لأشخاص على اطلاع بالتعاملات. وعند هذا المستوى، فإنَّ ثروة تشانغ، الذي يملك حوالي ربع "بايت دانس"، قد تصل إلى أكثر من 60 مليار دولار، مما يضعه في صف مؤسس "تنسينت هولدينغز"، بوني ما، وملك المياه المعبأة، تشونغ شانشان، وأعضاء عائلات "والتون"، و"كوك" في الولاياتالمتحدة، وفقاً لمؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات. وتضاعفت إيرادات "بايت دانس"، التي تشتهر بتطبيق الفيديوهات القصيرة، وتطبيق الأخبار "توتياو" (Toutiao)، بأكثر من الضعف العام الماضي بعد توسُّعها بعيداً عن أعمالها الرئيسية، وهي الإعلانات في مجالات مثل التجارة الإلكترونية والألعاب على الإنترنت، والآن تدرس خيارات الطرح الأولي للجمهور لبعض أعمالها. وولد تشانغ في مدينة لونغيان بجنوب الصين، وهو الابن الوحيد لموظفين حكوميين، ودرس البرمجة في جامعة "نانكاي" في مقاطعة تيانجين، وقد زاد متابعوه على منتدى الكلية عبر الإنترنت من خلال إصلاح أجهزة كمبيوتر زملائه، وعمله بشركة "مايكروسوفت" لوقت قصير بعد تخرُّجه، ووصف الوظيفة لاحقاً بأنَّها مملة لدرجة أنَّه في أغلب الأوقات "كان يعمل نصف اليوم، ويقرأ الكتب في النصف الآخر"، بحسب ما قال في مقابلة مع وسيلة إعلام صينية، ثم بدأ تطوير العديد من المشاريع، بما في ذلك منصة بحث عن عقارات. وجاءت انطلاقته في عام 2012 عندما كان يعمل في شقة مكوَّنة من أربع غرف في بكين، وابتكر أوَّل تطبيق ناجح في " ByteDance" لمشاركة النكات، لكن أغلقه المراقبون في وقت لاحق، ثم اتجه إلى تطبيق تجميع الأخبار قبل أن يكسب أكثر من مليار مستخدم عالمي من خلال منصات الفيديو القصيرة "تيك توك"، ونسخته الصينية "دوين" (Douyin).