لندن, 9-4-2021 (أ ف ب) - توفي الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث الثانية الذي كان من دعائم العائلة المالكة البريطانية والتاج الملكي على مدى أكثر من سبعة عقود، الجمعة عن 99 عاما في قصر ويندسور. وأفاد قصر باكنغهام في بيان "تعلن جلالة الملكة ببالغ الأسى وفاة زوجها الحبيب الأمير فيليب، دوق إدنبرة"، مضيفا أن الأمير فيليب "توفي بسلام هذا الصباح في قصر ويندسور". وتوالت رسائل التعاطف والتعازي من القصور الملكية وعواصم العالم بأسره مرورا بأوساط سباق الخيل وفريق مسلسل "ذي كراون" (التاج)، مشيدة بالأمير الذي كان سيبلغ المئة عام في العاشر من حزيران/يونيو. وكان دوق إدنبرة أمير اليونان والدنمارك قبل أن يتزوج الملكة وعرف بأطباعه الانفعالية وهفواته، إنما كذلك بإخلاصه للتاج البريطاني عبر شت ى الأزمات. خرج الأمير الراحل قبل ثلاثة أسابيع من المستشفى بعد تلقيه العلاج لشهر إثر إصابته بالتهاب تلته مشكلة في القلب. ونكست أعلام المملكة وغابت الإعلانات المعهودة عن الشاشة العملاقة الشهيرة في ساحة بيكاديلي في لندن، لتنشر محلها صورة دوق إدنبرة. واعتبارا من الساعة 18,00 (17,00 ت غ)، دق جرس كنيسة وستمينستر كل دقيقة ل99 مرة. وستلزم المملكة المتحدة الحداد الوطني حتى مراسم الجنازة التي لم يعلن تاريخها بعد. وفي ظل تفشي فيروس كورونا، ستعتمد الملكة "تدابير معد لة" للجنازة سيتم الإعلان عنها "في الوقت المناسب"، بحسب ما أوضح قصر باكنغهام بعد الظهر. غير أن الهيئة البريطانية المسؤولة عن المراسم والتشريفات تؤكد أنه لن يتم تنظيم جنازة وطنية وأنه عملا برغبة الأمير فيليب، ستقام مراسم في كنيسة القديس جورج في قصر ويندسور. وسيطلب من الحشود عدم الحضور بسبب الجائحة. وفي تصريح مقتضب أمام مقر رئاسة الحكومة البريطانية، أثنى رئيس الوزراء بوريس جونسون على "حياة الأمير فيليب وعمله الاستثنائيين" مضيفا "نحن في حالة حداد مع جلالة الملكة، نقدم تعازينا لها ولأسرتها". وألغيت جميع الفعاليات العامة الحكومية، ومن ضمنها خروج بوريس جونسون إلى الحانة بمناسبة إعادة فتح الحانات الإثنين بعد حجر استمر أكثر منه ثلاثة أشهر. كما قررت جميع الأحزاب السياسية البريطانية تعليق حملتها للانتخابات المحلية في السادس من أيار/مايو. وأمام قصر باكنغهام في قلب لندن، تعاقب البريطانيون لوضع أزهار عند البوابات، رغم دعوة القصر لعدم التجمع بسبب الأزمة الصحية. وشجعت العائلة المالكة البريطانيين على تقديم هبة إلى إحدى الجمعيات عوضا عن وضع زهور. وقالت ميغان ستيفنز الطالبة البالغة 22 عاما لوكالة فرانس برس أمام قصر ويندسور "هذا مهم فعلا وتاريخي" معتبرة أنه "كان يمثل الواجب، لطالما كان مخلصا للبلاد وللملكة" التي "أبدى لها على الدوام احتراما كبيرا"، وأضافت "أعتقد أن هذا ما يحبه الناس فيه". وتوالت الإشادات من جميع أنحاء العالم، ولا سيما من دول الكومنولث العائلات الملكية الأوروبية. وأشاد ملك وملكة إسبانيا فيليبي السادس وليتيزيا بحسه "بالخدمة والإخلاص". وأثنى الرئيس الأميركي جو بايدن على "عقود من العمل المخلص" فيما أشادت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ب"حسه بالواجب" ونوه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ب"حياته المثالية" في تغريدة كتبها بالإنكليزية. أدخل دوق إدنبرة في 16 شباط/فبراير إلى مستشفى "الملك إدوارد السابع" الخاص في العاصمة البريطانية إثر إصابته بالتهاب بحسب الإعلان الرسمي. وعاد الأمير فيليب قبل ثلاثة أسابيع إلى قصر ويندسور في غرب لندن حيث قضى فترة الحجر مع الملكة البالغة 94 عاما. أدخل الأمير فيليب إلى المستشفى في فترة صعبة تواجه فيها العائلة المالكة أزمة مع بث مقابلة مدوية مع حفيده الأمير هاري وزوجته ميغان ماركل في السابع من آذار/مارس بعد حوالى عام على انسحابهما من العائلة المالكة وانتقالهما للعيش في كاليفورنيا. وكشف الزوجان أنهما واجها عنصرية من قبل بعض أعضاء العائلة المالكة، مؤكدين أن ذلك لا يشمل الملكة ولا زوجها. وكتب على الصفحة الرئيسية لموقع جميعة "أرشويل" التي أسسها الزوجان "سكرا لخدمتك، سنفتقدك كثيرا" والأمير فيليب المولود في 10 حزيران/يونيو 1921 في كورفو، هو الأمير الزوج الأطول عمرا بعدما حطم الرقم القياسي لأزواج وزوجات ملوك بريطانيا الذي حققته شارلوت زوجة جورج الثالث في 2009. أرسل إلى اسكتلندا للدراسة فتابع دروسا عسكرية اعتبارا من 1939 في كلية البحرية الملكية في دارتموث بجنوب إنكلترا. التقى للمرة الأولى في تلك الفترة الأميرة إليزابيث وعقدا زواجهما في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 1947 وأنجبا أربعة أولاد هم تشارلز وآن وأندرو وإدوارد. تقاعد دوق إدنبرة من مهامه في آب/أغسطس 2017 بعدما شارك في أكثر من 22 ألف مهمة عامة رسمية منذ تتويج زوجته عام 1952. احتفل الأمير فيليب والملكة إليزابيث الثانية في تشرين الثاني/نوفمبر 2017 بالذكرى السبعين لزفافهما في قصر ويندسور وبهذه المناسبة، قرعت أجراس كنيسة ويستمنستر حيث تزوجا في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 1947 لأكثر من ثلاث ساعات تكريما لهما.