وُقعت صباح أمس الأحد، اتفاقية شراكة بين وزارة الثقافة والشباب والرياضة ومؤسسة مولاي علي الشريف المراكشي، بمقر هذه الأخيرة بباب هيلانة بمراكش بحضور والي جهة مراكش أسفي كريم قسي لحلو. وتروم هذه الاتفاقية تكريس القيم العلمية والروحية والحضارية الأصيلة التي أسس لها مولاي علي الشريف دفين مراكش، باعتباره الجد المباشر للسلاطين المؤسسين الأوائل ملوك الدولة العلوية الشريفة، وكذا النهوض بمقومات الثقافة المغربية وتحسين الولوج إليها عبر تعزيز آليات الإشعاع وتنويع العرض الثقافي. ومن أهم أهداف اتفاقية الشراكة: - التعريف بتاريخ وحضارة المملكة المغربية على عهد الدولة العلوية الشريفة - تجويد العرض الثقافي وتعميم الولوج إليه من طرف عموم المواطنين لاسيما الأطفال والشباب - تشجيع الإبداع الثقافي والأدبي ودعم مبادرات النساء والشباب في هذا المجال - إشراك الفاعلين الثقافيين للمساهمة في التكوين والتنشيط الثقافي محليا، جهويا ووطنيا. وستكون عن اتفاقية الشراكة السالفة الذكر أرضية مؤسسة لمجموعة من الأنشطة والتظاهرات الثقافية وذلك بتنظيم ندوات فكرية سنوية حول شخصية مولاي علي الشريف دفين مراكش، ولقاءات علمية لتسليط الضوء على تاريخ المملكة المغربية على عهد الدولة العلوية الشريفة، بالإضافة إلى تنظيم مجالس علمية وأدبية وتاريخية وفنية من أجل تبادل المعارف العلمية لترسيخ القيم الحضارية، والتربية على قيم الهوية المغربية الأصيلة. كما ستتم إقامة معارض وملتقيات وجامعات صيفية للتعريف بالتراث الثقافي والفني، والتعريف بالأدوار الحضارية التي تؤسس لها هوية الحضارة المغربية، وتنظيم منتديات للتواصل مع المؤسسات الجامعية والفاعلين في المجال الثقافي، وتعزيز مقاربة النوع عبر إشراك الأشخاص في وضعية صعبة. وبهذه المناسبة قال وزير الثقافة والشباب والرياضة، عثمان الفردوس،أن توقيع هذه الاتفاقية يأتي في إطار دمقرطة معرفة التاريخ، والاطلاع على جذور المجتمع المغربي والبعد الحضاري للمملكة المغربية بهذه الشراكة ، مضيفا أن من مثل هذه الاتفاقية سيسعف الأجيال القادمة على ضرورة حفط الذاكرة الجماعية وضمان استمرارها، مؤكدا أن االتكافل الاجتماعي خصلة متوارثة ميزت ملوك الدولة العلوية على امتداد تاريخ الأزمات الصحية التي عرفها المغرب إلى الفترة الراهنة في عهد صاحب الجلالة محمد السادس. في السياق ذاته أشار مولاي سلامة العلوي رئيس مؤسسة مولاي علي الشريف دفين مراكش أن هذه الشراكة تروم جعل ضريح مولاي علي الشريف المراكشي معلمة تراثية وروحية، ومنارة للإشعاع التاريخي والعلمي والثقافي، متماهية مع منظومة التقاليد التاريخية والحضارية للمغرب، مستمدة مرجعيتها من التوجيهات الملكية السامية. وللسهر على تنزيل بنود هذه الاتفاقية من المنتظر أن يتم إحداث لجنة مشتركة يُعهد لها بمهمة تحديد صيغ وإجراءات ومسؤوليات تنفيذ وتقويم البرامج والأنشطة المتفق عليها. جدير بالذكر أن توقيع اتفاقية هذه الشراكة جاء بالموازاة مع أشغال الندوة العلمية الكبرى "بدايات الدولة العلوية: تاريخ وتراث تنمية" المنظمة من طرف مؤسسة مولاي علي الشريف المراكشي بشراكة مع المديرية الجهوية للثقافة بمراكش وجامعة القاضي عياض.