تتوجه الأنظار مجدداً إلى لقاح أسترازينيكا، بعد رصد 7 وفيات بتجلط دموي في بريطانيا من أصل 30 حالة، إلا أن الهيئات الصحية البريطانية ما زالت متمسكة بتقييمها أن اللقاح آمن ومفيد مقارنة ب18 مليون جرعة، لم تظهر أعراض تجلط فيها لدى متلقي اللقاح. المشاكل التي لوحظت على بعض من طعّموا بلقاح أسترازينيكا ليست تخثرات عادية (تكوّن جلطات دموية)، كما تم الإبلاغ في البداية، ولكنها ظاهرة «غير مألوفة للغاية»، وفق ما تؤكد وكالة الأدوية الفرنسية. يتعلق الأمر ب«جلطات في الأوردة الكبيرة، غير مألوفة في مكان وقوعها (الدماغ في الأغلب، ولكن أيضاً في الجهاز الهضمي)، يمكن أن تقترن بنقص الصفائح (الدموية) أو اضطرابات تخثر» مع حدوث نزيف، وفق الوكالة. وأكدت وكالة الأدوية الأوروبية الأربعاء أنه «لم يتم إثبات أي صلة سببية (مع اللقاح)، لكنها ممكنة، ويتم حالياً إجراء تحليلات إضافية»، وستجتمع الوكالة مجدداً للنظر في المسألة بين 6 و9 أبريل، غير أن عالماً ذكر أن هناك دليلاً واسعاً على أن حدوث عدد من حالات الإصابة بجلطات دم نادرة بين أشخاص تلقوا لقاح «أسترازينيكا»، أمر مرتبط بالصدفة. وقال بول هانتر، أحد خبراء «علم الأحياء الدقيقة الطبي» بجامعة «إيست انجليا» في برنامج «راديو 4 توداي»، الذي تبثه (بي.بي.سي) اليوم السبت «من المألوف وقوع مجموعة من الأحداث النادرة عن طريق الصدفة البحتة»، طبقاً لوكالة «برس أسوسييشن» البريطانية للأنباء. ورصدت وكالة الأدوية الفرنسية ثلاث حالات لجلطات دموية في أعقاب التطعيم بلقاح «أسترازينيكا»، ومنذ بدء حملة التلقيح، حدثت 12 حالة إصابة، بما فيها أربع حالات وفاة في فرنسا، ومعظم هؤلاء المتضررين من النساء. في المقابل، وفق وكالة «فرانس برس»، فإن من مزايا لقاح أسترازينيكا/أكسفورد أنه غير مكلف، وقد تم تطويره من فيروس يصيب الشمبانزي، لكنه يراكم خيبات أمل بينها شكوك حول آثار جانبية خطيرة رغم ندرتها. وطوّر اللقاح، اعتماداً على فيروس منتشر لدى الشمبانزي، باحثون في جامعة أكسفورد مع شركة الأدوية البريطانية العملاقة أسترازينيكا. يعتمد لقاح أسترازينيكا على «ناقل فيروسي»، أي أنه يستند إلى فيروس آخر هو فيروس غدّي منتشر بين الشامبنزي، تم إضعافه وتكييفه لمكافحة فيروس «كورونا» المستجدّ. طريقته في إيصال المادة الجينية إلى الخلايا، وتوجيهها لمهاجمة سارس-كوف-2، وُصفت بأنها «حصان طروادة». من أبرز ميزات لقاح مختبرات أسترازينيكا وجامعة أكسفورد أن كلفته ضئيلة تقارب 2,50 يورو للجرعة الواحدة. كذلك، هو سهل التخزين، إذ يتطلب حرارة تراوح بين درجتين وثماني درجات مئوية، وهي حرارة البرادات العادية، خلافاً للقاحي موديرنا وفايزر-بايونتيك، اللذين لا يمكن تخزينهما على المدى الطويل إلا بدرجات حرارة متدنية جداً، تصل إلى 20 درجة تحت الصفر للقاح الأول، و70 درجة تحت الصفر للقاح الثاني. وفق شركة أسترازينيكا، تبلغ فعالية اللقاح 70 في المئة (مقابل أكثر من 90 في المئة للقاح فايزر-بايونتيك وموديرنا)، وهي نسبة أكدتها مجلة «ذي لانست» المختصّة. أظهرت نتائج أولية تفاوتاً في الفعالية، وفق الجرعة المستعملة، نتيجة خطأ في تحديد الجرعة، ما أثار انتقادات دفعت الشركة إلى إجراء دراسات إضافية.