طهطا (مصر), 26-3-2021 (أ ف ب) - ق تل 32 شخصا على الأقل في حادث تصادم قطارين الجمعة بمحافظة سوهاج في صعيد مصر بحسب وزارة الصحة المصرية التي أوضحت أيضا أن الحادث خلف عشرات الجرحى. وأعلنت وزارة الصحة والسكان في بيان "وفاة 32 مواطنا "، وإصابة 108 آخرين في حادث التصادم بمركز طهطا، بمحافظة سوهاج التي تبعد نحو 450 كلم عن القاهرةجنوبا. وقد أوضحت هيئة سكك حديد مصر في بيان أن سبب وقوع الحادث يعود إلى قيام مجهولين بسحب مكابح الطوارئ لبعض عربات أحد القطارين، ما نتج عنه توقفه واصطدام القطار الآخر بمؤخرته. وجاء في البيان أنه "تم فتح بلف الخطر (مكابح الطوارئ) بمعرفة مجهولين لبعض عربات قطار رقم 157 مميز المتجه من الاقصر إلى الاسكندرية ما بين محطتي المراغة وطهطا، وعليه توقف القطار". وأضاف البيان أنه "في هذه الاثناء وفي تمام الساعة 11:42 (بتوقيت القاهرة) اصطدم قطار 2011 مكيف أسوان-القاهرة بمؤخرة آخر عربة بقطار 157 ما أدى الى انقلاب عدد 2 عربة من مؤخرة القطار المتوقف على السكة وانقلاب جرار قطار 2011 وعربة القوى ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات والوفيات". ونعى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عبر حساباته على شبكات التواصل الاجتماعي ضحايا الحادث. وقال "تابعت عن كثب الحادث الأليم الذي عايناه اليوم (الجمعة) بتصادم قطارين في محافظة سوهاج. إن الألم الذي يعتصر قلوبنا اليوم، لن يزيدنا إلا إصرارا على إنهاء مثل هذا النمط من الكوارث". وأضاف "وج هت رئاسة الوزراء وكافة الأجهزة المعنية بالتواجد بموقع الحادث والمتابعة المستمرة وموافاتي بكافة التطورات والتقارير المتعلقة بالموقف على مدار اللحظة. على أن ينال الجزاء الرادع كل من تسبب في هذا الحادث الأليم بإهمال أو بفساد أو بسواه، دون استثناء ولا تلكؤ ولا مماطلة.". كما وج ه السيسي "الأجهزة المعنية باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة وتوفير التعويض اللائق لأسر الشهداء والضحايا". وتوجهت وزيرة الصحة والسكان المصرية هالة زايد إلى سوهاج، بحسب البيان، "لمتابعة الحالة الصحية للمصابين (..) كما شكلت غرفة أزمات وطوارئ بسوهاج لمتابعة تداعيات الحادث". من جهته أمر النائب العام المصري حمادة الصاوي، في بيان نشرته صفحة النيابة العامة على فيسبوك، ب"التحقيق العاجل" في الحادث. وأفاد بيان مجلس الوزراء المصري بتوجه رئيس الوزراء مصطفى مدبولي إلى سوهاج فضلا عن وزراء التعليم العالي والبحث العلمي، والتنمية المحلية، والنقل، والتضامن الاجتماعي. وشدد مدبولي، حسب البيان، أنه "لن يتم التهاون مع أي خطأ أو تقصير، وسيتم محاسبة المتسبب عن الحادث". وأكدت هيئة النيابة الادارية في بيان أن رئيس الهيئة عصام المنشاوي، أمر "بالتحقيق في الواقعة وتكليف اللجان الفنية المختصة بالفحص وتقديم تقاريرها للنيابة على وجه السرعة لكشف وجود ثمة إهمال أو مخالفات تأديبية كان من شأنها وقوع الحادث". وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على منصات التواصل الاجتماعي، خروج بعض عربات القطارين عن القضبان وهروع المواطنين ورجال الاسعاف لنقل الضحايا على نقالات في مشهد مرعب. وقام أحد الضحايا ببث حي، من داخل واحدة من العربات المتضررة، صارخا وكان الغبار يغطي وجهه "الحقونا (أغيثونا) .. الحقونا .. الناس بتموت". وأضاف "يا ناس شاركوني البث .. فين المسؤولين .. الناس معجونة في بعض". وظهر الضحايا في هذا البث، بين مقاعد القطار المحطمة يصرخون ويتألمون وتغطي بعضهم الدماء، غير قادرين على الخروج من العربة. ونعى شيخ الأزهر أحمد الطيب "بكل حزن وأسى، ضحايا حادث قطار سوهاج داعيا المولى عز وجل أن يربط على قلوب أهالي الضحايا وذويهم، وأن يرزقهم الصبر والسكينة، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل". وقررت وزارة الأوقاف صرف "مساعدة عاجلة" لأهالي الضحايا بتعويضات تبلغ عشرة آلاف جنيه (حوالي 637$) لأسرة كل متوفى وخمسة آلاف جنيه (318,29$) لكل مصاب في الحادث. وتشهد مصر بصورة متكررة حوادث سكك حديد ومرور مأسوية. وأكثر الحوادث دموية وقع في عام 2002 عندما لقي 361 شخصا حتفهم بعدما اندلعت النيران في قطار مزدحم جنوب العاصمة. وتسبب هذا الحادث في استقالة وزير النقل هشام عرفات وقيام الرئيس المصري في آذار/مارس بتكليف كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية بالجيش آنذاك ليتولى مسؤولية قطاع النقل والمواصلات. ويأتى حادث تصادم القطارين متزامنا مع أزمة أخرى يشهدها البلد العربي الأكثر سكانا وهي تعطل الملاحة في قناة السويس لليوم الرابع على التوالي بعدما جنحت سفينة حاويات ضخمة بسبب سوء الأحوال الجوية وأغلقت المجرى المائي، بينما تتواصل جهود السلطات المصرية لاخراجها.