قتل وجرح العشرات الجمعة، في حادث تصادم قطارين بمحافظة سوهاج الواقعة في صعيد مصر، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في بيان. وتشيع بمصر حوادث القطارات التي تخلف قتلى ومصابين لا سيما وأنها تستخدم واحدة من أقدم وأكبر شبكات السكك الحديدية في المنطقة. وفي وقت لاحق، نعى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عبر حساباته على شبكات التواصل الاجتماعي ضحايا الحادث، مشيرا إلى أنه "سينال الجزاء الرادع كل من تسبب في هذا الحادث الأليم بإهمال أو بفساد أو بسواه، دون استثناء ولا تلكؤ ولا مماطلة". أعلنت وزارة الصحة المصرية في بيان أن 32 شخصا قتلوا في حادث تصادم قطارين الجمعة بمحافظة سوهاج في صعيد مصر وأن الحادث خلف كذلك عشرات الجرحى. وقال البيان "أعلنت وزارة الصحة والسكان عن وفاة 32 مواطنا وإصابة 66 آخرين في حادث تصادم قطارين بمركز طهطا، بمحافظة سوهاج". كما تضمن بيان سابق للوزارة أنه "فور وقوع الحادث تم الدفع ب36 سيارة إسعاف مجهزة نقلت 50 مصابا إلى المستشفيات". وتوجهت وزيرة الصحة والسكان المصرية هالة زايد إلى سوهاج "لمتابعة الحالة الصحية للمصابين (..) كما شكلت غرفة أزمات وطوارئ بسوهاج لمتابعة تداعيات الحادث". وأظهرت مقاطع فيديو، متداولة على منصات التواصل الاجتماعي، خروج بعض عربات أحد القطارين عن القضبان. من جانبها قالت هيئة السكك الحديدية المصرية إن "مجهولين" استخدموا مكابح الطوارئ بالقرب من مدينة سوهاج، ما تسبب في توقف أحد القطارين واصطدام الآخر به من الخلف مشيرة إلى أنها تجري مزيدا من التحقيقات. وقال مصدر أمني: "اصطدم القطاران أثناء سيرهما بسرعات ليست عالية جدا ما أدى إلى تدمير عربتين وانقلاب ثالثة". السيسي ينعي ويتعهد بمحاسبة المسؤولين وفي وقت لاحق، نعى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عبر حساباته على شبكات التواصل الاجتماعي ضحايا الحادث. وأضاف السيسي: "تابعت عن كثب الحادث الأليم الذي عايناه بتصادم قطارين في محافظة سوهاج. إن الألم الذي يعتصر قلوبنا اليوم، لن يزيدنا إلا إصرارا على إنهاء مثل هذا النمط من الكوارث". وتابع: "وجهت رئاسة الوزراء وكافة الأجهزة المعنية بالتواجد بموقع الحادث والمتابعة المستمرة وموافاتي بكافة التطورات والتقارير المتعلقة بالموقف على مدار اللحظة. على أن ينال الجزاء الرادع كل من تسبب في هذا الحادث الأليم بإهمال أو بفساد أو بسواه، دون استثناء ولا تلكؤ ولا مماطلة". كما وجه السيسي "الأجهزة المعنية باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة وتوفير التعويض اللائق لأسر الشهداء والضحايا". وتشهد مصر بصورة متكررة حوادث سكك حديد ومرور مأساوية. وأكثر الحوادث دموية وقع في عام 2002 عندما لقي 373 شخصا حتفهم بعدما اندلعت النيران في قطار مزدحم جنوب العاصمة. ونهاية شهر فبراير 2019 شهدت محطة رمسيس للقطارات في القاهرة حادثا مروعا، حين صدم قطار مسرع حائطا عند طرف رصيف المحطة، مما تسبب بانفجار واندلاع حريق ضخم أدى إلى مصرع 22 شخصا. وتسبب هذا الحادث في استقالة وزير النقل هشام عرفات وقيام الرئيس المصري في مارس بتكليف كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية بالجيش آنذاك ليتولى مسؤولية قطاع النقل والمواصلات. ويذكر أنه لدى مصر واحدة من أقدم وأكبر شبكات السكك الحديدية في المنطقة وتشيع بها حوادث القطارات التي تخلف قتلى ومصابين. وأسفر حادث تصادم قطارين بمحافظة الإسكندرية عن مقتل أكثر من 40 شخصا عام 2017. ولطالما شكا المصريون من أن الحكومات المتعاقبة لا تطبق معايير السلامة الأساسية في شبكة السكك الحديدية.