تحت عنوان "لماذا اتصل بايدن أخيراً بنتنياهو؟"، نشرت مجلة "ذا ناشيونال إنترست" مقالاً للمحلل الأميركي-الإسرائيلي دوف زاخيم استعرض فيه دوافع اتصال الرئيس الأميركي جو بايدن برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأربعاء الفائت في 17 فبراير، أي بعد 4 أسابيع على تنصيبه مقاليد الرئاسة. في قراءته، لفت زاخيم إلى أنّ "البيت الأبيض يصر على أنّ تأخّر بايدن في الاتصال بنتنياهو لم يكن تجاهلاً متعمداً"، ملمحاً إلى أنّ المحادثة لم تكن ودية" من طرف رئيس الوزراء الإسرائيلي. أمّا في ما يتعلّق ببايدن، قال زاخيم إنّه شدّد على علاقته القديمة والودية مع "إسرائيل" وليس مع نتنياهو، وذلك بعد 4 سنوات تميزّت ب"عمق" العلاقة الشخصية بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الأميركي دونالد ترامب. وهنا، علّق زاخيم بالقول: "وإذا كانت هذه المحادثة المتأخرة تهدف فعلاً إلى بعث رسالة إلى نتنياهو تفيد بأنّه لم يعد يرضي البيت الأبيض، فمن المؤكد أنّه يستحق أن يتلقيها". في هذا الصدد، تناول زاخيم علاقة نتنياهو بترامب مشيراً إلى أنّه كان يتزلّف إليه كما يتزلّف ترامب إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سعياً منه إلى التأثير على السياسة الأميركية المتبعة إزاء إيران. زاخيم الذي "أقّر" بحق نتنياهو بمعارضة الاتفاق النووي مع إيران، اعتبر أنّه تجاوز خطاً ديبلوماسياً أحمر عندما "حاضر الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض في أيار العام 2011 في حضور وسائل الإعلام"، مؤكداً أنّ خطوة نتنياهو هذه أثارت حفيظة عدد كبير من الديمقراطيين. على صعيد علاقة نتنياهو ببايدن، قال زاخيم إنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي "أهانه أيضاً"، موضحاً أنّ المرة الأولى كانت في العام 2010 خلال زيارة لبايدن إلى "إسرائيل". وآنذاك، تم الإعلان عن خطط لبناء 1600 وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية في تحد لتوجيهات أوباما. وبحسب الكاتب، فإنّ نتيناهو أصرّ آنذاك على أنّه لم يكن يرغب في إحراج نتنياهو، إذ قال إنّ أحد وزرائه اتخذ القرار من دون علمه. وإذ لفت زاخيم إلى رهان نتنياهو على خسارة بايدن الانتخابات وإلى اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلي في آذار (وهي انتخابات من تنظيم رئيس الوزراء الإسرائيلي نفسه)، أكّد أنّ نتنياهو كان يستميت لاتصال بايدن به. وكتب زاخيم: "أراد هذا الاتصال ليثبت لجمهور الناخبين الإسرائيليين الذين تزداد ريبتهم أنّ ما من خلاف بينه وبين قائد الولاياتالمتحدة أياً من يكن". ختاماً، لفت زاخيم إلى قرار بايدن الاتصال بنظيريْه الروسي والصيني شي جين بينغ قبل نتنياهو، معتبراً أنّ هذه الخطوة أوضحت أنّ صداقة الرئيس الأميركي قائمة بينه وبين "إسرائيل" وليس نتنياهو، مذكراً أنّ الأخير انتظر 5 أيام قبل تهنئة بايدن بانتخابه رئيساً. يُذكر أنّ بايدن قال للصحافيين إنّ محادثته مع نتنياهو "كانت طيبة". من جانبه، قال مكتب نتنياهو في بيان إنهما تحدثا لنحو ساعة عن قضايا من بينها "التهديد الإيراني" و"علاقات إسرائيل الناشئة مع الدول العربية والإسلامية". وجاء في البيان أن "الزعيميْن أشارا الى علاقاتهما الشخصية القديمة". وقال البيت الأبيض في بيان إنهما ناقشا قضايا من بينها ضرورة "استمرار التشاور الوثيق" بخصوص إيران.