في توضيح يرفع اللبس وجو القلق الذي يرافق الأخبار المتوالية حول خطر سلالات كورونا المتحورة، أشار البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، مدير مختبر التكنولوجيا الحيوية بكلية الطب بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن الطفرات تنشأ بشكل طبيعي في جينوم الفيروسات كلما تكاثرت وانتشرت بين البشر كميكانيزمات طبيعية للدفاع عن نفسها ،ونتيجة لهذه العملية المستمرة ، ظهرت آلاف من الطفرات في جينوم فيروس الكوفيد منذ ظهوره عام 2019. وبلغة مبسطة تسعف على الفهم بين صفوف المهتمين من خارج أهل الاختصاص، عرف الإبراهيمي في تدوينة له الطفرة بأنها تغير في ترتيب المادة الوراثية في الفيروس، مضيفا أن العالم يواجه اليوم ثلاثة سلالات متحورة جديدة من فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض "كوفيد-19′′، مصدرها إنجلتراوجنوب أفريقيا والبرازيل ، لها قدرة على الانتشار السريع خاصة بين صفوف الأشخاص في وضعية هشاشة صحية مما يؤدي إلى ارتفاع عدد الوفيات كما حصل ببريطانيا و جنوب إفريقيا وأضاف البروفيسور أن سبب القلق من هذه السلالات هو تأثيرها السلبي على الاستجابة المناعاتية بعد التلقيح حيث تقلص من فعالية اللقاحات بحوالي 20 في المئة على العموم، و رغم أن هاذه اللقاحات تبقى ناجعة مئة في المئة ضد تطور الحالات الحرجة و هي نتائج مطمئنة ، فلا يوجد حاليا دليل سريري للإجابة عن السؤال المتعلق بالحماية من السلالات المتحورة الجديدة. واسترسل الإبراهيمي في سرد عوامل الخطر المرتبطة بهذه السلالات، مشير أنها قادرة على التسلل عبر أجزاء من الجهاز المناعي، إلى الأشخاص الذين أصيبوا بسلالات مختلفة في وقت سابق، كما أنها ترفع من عدد الحالات الحرجة مما يؤدي إلى الاكتظاظ في قاعات الإنعاش. وارتباطا بالمغرب، اختار مدير مختبر التكنولوجيا الحيوية بكلية الطب بجامعة محمد الخامس بالرباط، تقاسم عدد من المعطيات حول التقرير العلمي لليقظة الجينومية الذي قام بها مختبر البيوتكنولوجيا الطبية في الفترة مابين 15 دجنبر 2020 و 14 فبراير 2021، موضحا أن تحليل جينومات أكثر من 130 فيروس أخذوا عشوائيا بجميع مناطق المغرب، تبين أن لا وجود لحد الأن لأي سلالة جنوب إفريقية و لا برازيلية و فقط عينتين للسلالة البريطانية، مضيفا أن وزارة الصحة ستصدر بيانا مفصلا في الموضوع يجيب على جميع تساؤلات المواطنين بهذا الخصوص.