منذ واقعة "الكركرات" التي حدثت يوم 13 نونبر 2020، لا تزال قيادة البوليساريو تلتزم الصمت،حيث لم تجتمع لتدارس بشكل جدي ما حدث. هذا الأمر الذي يرى من خلاله بعض المهتمين بقضية الصحراء، أن القيادة ليست في مهام خارج المخيمات، بل يجمعها (الرابوني)، لكن حسب المحللين أن بعض من قيادة البوليساريو لم يتفق مع القرار الذي تم إتخاذه، بخصوص شل معبر الكركرات، لكون هذا القرار كان إبراهيم غالي ورائه و بعض (صقور القيادة) من أجل إخماد نار الوضع الإجتماعي الذي أصبح يدبو في مخيمات الصحراويين بتندوف، كما أن القرار الذي جاء بما لا تشتهيه تكهنات القيادة، خصوصا النتائج الكارثية التي ترتبت عن شل حركة المرور بالمنطقة العازلة الكركرات. كما أن جلل المحللين لم يخفوا أن تنصل جل قيادة البوليساريو من إتفاق وقف اطلاق النار دون إلتئام ما يسمى بالأمانة العامة، زاد من عزلة إبراهيم غالي الشيء الذي يجعل مخيمات الصحراويين على صفيح ساخن حين تنكشف الغيوم و تظهر الحقيقة بالمخيمات. كل هذه الأمور التي وقعت فيها قيادة البوليساريو و خلقت خلافات داخلها شكلت توجسس كبير على مصيرها، فبالرغم من محاولة تضليل الرأي العام الداخلي و الخارجي لسكان المخيمات و المتعاطفين، إلا أن زيارة "شينكر" للجزائر و تأكيده التأييد الأمريكي للحكم الذاتي كحل وحيد، و توجه شينكر إلى الأقاليم الجنوبية، دون أن يمر على المخيمات حيث قيادة البوليساريو، و في ذلك إشارة للجزائر، و عقد للوضع السياسي عند إبراهيم غالي وصقور القيادة الذين أصبحوا يرون أن مستقبلهم على كف عفريت بالمخيمات. كل هذه الأوضاع المتلاحقة عجلت بإجتماع قيادة البوليساريو الأسبوع الماضي، لعلها تحاول الخروج من عنق الزجاجة حسب بعض المعارضين للبوليساريو، و الذي إعتبر الإجتماع أصعب (إجتماع) تمر به قيادة البوليساريو نتيجة صمتها منذ أحداث الكركرات، ثم إعلان فك الإرتباط مع وقف إطلاق النار الموقع مع الأممالمتحدة، كما يرى أغلب المحللين و المهتمين بقضية الصحراء أن الخناق بدأ يشتد على إبراهيم غالي و غالبية القيادة الشيء الذي سيجعلهَم يدعون إلى مؤتمر استثنائي من أجل حشد أكبر عدد من سكان المخيمات و الذين جلهم شباب مندفع نتيجة الأوضاع الإقتصادية و الإجتماعية، و بهذا ربما تخرج القيادة من حبل مشنقة سكان المخيمات، أو تكون نقمة على قيادة البوليساريو، تجعل من سكان المخيمات الصحراويين، إتخاذ قرار لمصيرهم، أمام فشل فكر شوفيني حسب وصف الكثير من المهتمين.